التعليقات المعبرة عن قلة الأدب والتربية وقلة فهم الإسلام والتي عمد العديد من الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» إلى نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي منذ اللحظة التي أعلن فيها عن رحيل فارس الكلمة الإعلامي الكبير الزميل والصديق سعيد الحمد رحمه الله اعتمدت الشماتة والإساءة الشخصية، بل إن بعض ذلك البعض لم يتردد حتى عن الدخول في المساحة الخاصة برب العالمين فقرر بالنيابة عنه سبحانه وتعالى مصير عبده السعيد الذي وفد إليه، مؤكداً بذلك قلة إيمانه ومعبراً عن قلة وعيه ووعي الذين يقفون من خلفه ولم يكلفوا أنفسهم توجيه كلمة تشرح له أن الآخرة بيد الله وأن أحداً لا يعلم ما بين الوافد عليه وبينه سبحانه وتعالى وأن ما قاله غير جائز ومخالف للشريعة السمحاء، فالشماتة ليست من الإسلام والإساءة للمتوفى -أياً كانت درجة الاختلاف معه- ليست من الأخلاق لسبب بسيط هو أنه لم يعد قادراً على التعبير عن رأيه والرد والدفاع عن نفسه.

هذا التجاوز يؤكد من جديد دخول أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» في عالم السياسة بالخطأ، فهم يخلطون بين الموقف السياسي للشخص وعلاقته بدينه وربه، وهو أمر ينبغي ألا يحدث لأنه يقلل من قيمة «المعارضة» ويضعفها. يكفي أن ممارسة ذلك السلوك يعطي الآخرين حق ممارسة السلوك نفسه عندما ينتقل إلى رحمة الله من يعتبرهم ذلك البعض «رموزاً».

عملت مع الفقيد الكبير لسنوات عديدة في الزميلة «الأيام»، وكل من عمل معه في الصحافة أو في إذاعة البحرين التي ظل أحد رموزها ومميزيها لا يتأخر عن الإشادة بأخلاقه ووطنيته وحبه لمن حوله وامتلاكه ملكة التوجيه والإقناع.

ما قام به فارس الكلمة وما قدمه فترة الأحداث التي مرت على البحرين مدون في سجلات هذا الوطن بأحرف من نور، ولا يمكن لأولئك ولا لغيرهم مهما فعلوا ومهما قالوا أن يقللوا من شأنه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.