يمثّل البيان الذي أصدره بنك ستاندرد تشارترد فلسفة ليبرالية متحضرة وراقية جداً كبنك أجنبي غربي يعمل في بلد عربي، لأنه احترم قيم ومُثل ومبادئ الشعوب الأخرى أولاً، ولأنه وضع المصالح الاقتصادية نصب عينه لتحكم علاقاته بالآخرين.

أما قصة «فرض» القيم الغربية وجعلها مسطرة واحدة يُفترض أنها صالحة لبقية شعوب الأرض، فذلك استبداد خطير يزيد في خطورته الاستبداد الذي تعتقد الليبرالية الغربية أنها تحاربه في أنظمتنا.

البنك فهم أن الرفض لتلك «القيمة» الغربية المتمثلة بالشذوذ الجنسي هو رفض شعبي نابع من فطرة الناس والبشر الموجودين في مملكة البحرين، وليس أمراً استبدادياً فرضه النظام، فهو مؤسسة تعايشت مع شعوب المنطقة ومع البحرين بشكل خاص منذ أكثر من مائة عام، لذلك هي أدرى من «تلاميذ المدارس» الذين يتولّون الحكومات والإدارات الليبرالية اليسارية المتطرّفة في الغرب كالإدارة الأمريكية.

لذلك أصدر بنك «ستاندرد تشارترد البحرين» بياناً أكد فيه أن ما حدث بخصوص رسائل البريد الإلكتروني المتعلّقة بقضايا تتعلّق بالمثليين «الشاذين» كان خطأ غير مقصود.

وجاء في بيان البنك: «نجدد تأكيدنا على التزامنا الراسخ بالأعراف والتقاليد المعمول بها في مملكة البحرين، وحرصنا المطلق على مراعاة مكانة المملكة كدولة عربية مسلمة، وشعبها الكريم المتمسك بمكارم الأخلاق.

ونوضح لموظفينا وعملائنا والجميع أن موظفينا استلموا بالفعل بريداً إلكترونياً بشأن قضايا المثليين «الشاذين» جرى إرساله من فرع البنك في سنغافورة، وهو خطأ غير مقصود جرى الاعتذار عنه فوراً لجميع الموظفين. وتؤكد إدارة البنك في البحرين أنها اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الأخطاء، فنحن شركة عالمية تعمل في دول ومجتمعات مختلفة ونفهم ثقافة الاختلاف، لكننا في الوقت ذاته نحترم ونجلّ ونقدر الثقافة البحرينية الرافضة للأفكار والتوجهات التي لا تتماشى مع المبادئ والأخلاق السائدة في المجتمع البحريني. كما أننا لن نسمح لمثل هذه الأخطاء غير المقصودة بالمساس بسمعتنا كأقدم بنك في البحرين عايش التطورات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية على هذه الأرض على مدى أكثر من مائة عام، وأسهم على الدوام في تعزيز ريادة وسمعة القطاع المصرفي البحريني ككل». انتهى البيان

التواضع واحترام ثقافة الآخرين هو الذي يجب أن يفهمه هؤلاء الليبراليون الذين يعتقدون أنهم «أمل» الحضارات البشرية في الوصول للسعادة، فلستم خير أمة أُخرجت للناس ولن تكونوا، ولا نثني على أنفسنا وندّعي المثالية، إنما مثلما نحترم ثقافاتكم وقيمكم احترموا أنتم ثقافاتنا وقيمنا، لا نفرض عليكم تعدد الزوجات كمسطرة وقيمة وحقوق وحرية شخصية، فلِمَ تريدون أن تفرضوا علينا شذوذاً لا تقبله فطرتنا؟

البيان يمثّل بالفعل ما نتمنى أن يظلّل ويؤطر العلاقات بيننا وبين المجتمعات الغربية، شكراً لبنك ستاندرد تشارترد.