مع تداعيات الحرب في أوكرانيا، وجدت فنلندا والسويد وجهتهما بأن يكونا ضمن دول حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية مما دفعهما إلى تقديم ملفهما إلى الانضمام لحلف الناتو، وهذا ما أثار غضب روسيا لتحذر عبر المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن «موسكو لديها خطط لضمان أمن بلاده في حال اقتربت السويد وفنلندا من عضوية الناتو»، ويعتبر ذلك تهديداً صريحاً للعاصمة هلسكني وستوكهولم.

غير أن أكثر ما يشغل الروس بالفترة الحالية هو مستوى التسليح الذي قد تحصل عليه فنلندا والسويد في حال انضمامها إلى الناتو، وبحسب موقع «ديفينس» فان فنلندا حصلت على العديد من صفقات التسليح وخاصة طائرة «اف-35» والتي تعتبر من الفئة العليا حسب ما تسوقه واشنطن.

وفي ضوء ذلك وبشكل مختصر فان روسيا تنظر إلى فنلندا كدولة محايدة وذلك وفق اتفاقية معاهدة السلام بين البلدين في عام 1992، والتي تعهد فيها الجانبان بحل النزاعات بالطرق السلمية كما الحال السويد.

ولكن السؤال الأبرز والذي تطرحه وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية، هل ستتخذ روسيا خطوات تصعيدية ضد فنلندا والسويد؟ فقد جاءت الإجابة من قبل وزارة الخارجية الروسية في بيان لها قالت فيه ان «موسكو ستتخذ خطوات تصعيدية وأن انضمام فنلندا للناتو سيضر بشكل خطير بالعلاقات الروسية الفنلندية والسويدية كما سيضر بالاستقرار والأمن في منطقة أوروبا الشرقية».

وبالتالي يتضح بأن روسيا لن تتردد في مواجهة عسكرية تجاه فنلندا والسويد في حال انضمامهما لحلف الناتو، وهذه الرسالة المباشرة قد تؤخر قرار الحلف في القبول بعضويتهما كون أن تداعيات الأزمة الأوكرانية قد تسببت بأضرار كبيرة على الاقتصاد الأوروبي وخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم ونقص إمدادات الطاقة.

ومختصر القول، أن العالم لا يتحمل أن يتطور الصراع الروسي الأوروبي لما له من تداعيات خطيرة على كافة المستويات، وقد يجر هذا الصراع إلى حرب عالمية ثالثة وهذا الأمر لا تتمناه الشعوب، ومن هنا يأتي دور واشنطن في تدارك ذلك، في التريث بقبول عضوية فنلندا والسويد في حلف الناتو حتى لا يدخل العالم في نفق لا يحمد عقباه.