جاءت الكلمة السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه خلال قمة جدة للأمن والتنمية، لتؤكد على رؤية جلالته الحكيمة في الحفاظ على سياسة خارجية متوازنة ومعتدلة قائمة على الاحترام والتعاون. وتعزيز أطر التعايش والتسامح والانفتاح والاعتدال، والتأكيد على المواقف الثابتة للمملكة إزاء القضايا المختلفة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي كانت وما زالت على سلم الأولويات في السياسة الخارجية البحرينية باعتبارها قضية العرب المركزية. وموقف البحرين الثابت القائم على مبادرة السلام العربية لتسوية عادلة وشاملة للقضية لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. وتحسين الأوضاع الاقتصادية للشعب الفلسطيني من خلال إيجاد فرص اقتصادية وتنمية مستدامة، بالإضافة لحرص جلالته على حل جميع القضايا العربية بما في ذلك السعي للتوصل على تسوية سياسية للأزمة اليمنية ورفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق.

كما أكد جلالته على ضرورة وقف كافة أشكال التدخلات المباشرة في الشؤون الداخلية للدول العربية. وذلك انطلاقاً من حرص جلالته على المصلحة الوطنية والقومية، وتأكيداً للانتماء العربي والإيمان بأهمية التكامل والتعاون والتنسيق خاصة في وجه التدخلات الخارجية بشؤون الدول العربية.

وإن حديث جلالته على أهمية الحفاظ على الأبعاد والقيم الدينية والثقافية للدول والحفاظ على نهجها الحضاري تجاه الآخرين والتسامح والتعايش السلمي، جاء من منطلق أن مملكة البحرين تعد نموذجاً يحتذى على صعيد التعايش واحترام الآخر، وصون حقوقه في ممارسة الشعائر والمعتقدات دون أية قيود، حيث تتلاقى المساجد والكنائس والمعابد في صورة تختصر السلام والطمأنينة التي تعيشها المملكة كرمز لحوار الحضارات والثقافات.