حقيقة مؤلمة نعيشها نحن العرب عامة والخليج بصفة خاصة مع تركيا. قضيت 5 أيام، ولا أنكر أن أجواء تركيا رهيبة وأسعارها رخيصة، وداخلياً نظيفة، ولكن المشكلة تكمن في طريقة التعامل رغم أننا ندفع أموالاً طائلة في شراء المنتجات ونصنع هناك اقتصاداً قوياً ونساعد على دعم العملة المحلية في تركيا، ولكن هي حقيقة مرة يعيشها كل العرب في المدن التركية بعيداً عن علاقات الدول بعضها ببعض فهناك مصالح مشتركة بين الدول تقتضي استمرار العلاقات بين بعضها البعض، وهذا أمر لا أتحدث في شأنه وإنما أتحدث في طريقة التعامل شأن البائع أو سائق سيارة الأجرة حتى العاملون في الفنادق الكبيرة تختلف معاملتهم عن التعامل مع الأوروبيين وال قتصاده المتدهور. بعد الخروج من المطار تواجه مرحلة أصعب بكثير مع سائقي سيارات الأجرة؛ فالأولوية للركوب معه في سيارته للأوروبيين ويقوم بتشغيل العداد أما مع العربي فالعداد لا يعمل، والسعر مضاعف، يعجبك أو اذهب للجحيم. وتأتي المرحلة الثالثة في كيفية التعامل مع موظفي الفنادق، قد يجيد التحدث باللغة الإنجليزية أو العربية، ولكنه يهز رقبته بكلمة لا.. لا.. لا.. وبعد جهد مرير تأخذ مفتاح غرفتك، ولكن حينما تصل إلى الغرفة تريد حقائبك فعليك بالصبر والهدوء إلى إن تصلك بنفس مشمئزة، وأما طلبات الغرف فيمر عليك وقت حتى يلبى طلبك. جمعتني الصدفة بأحد الإخوه السوريين الذين أجبرتهم الظروف السياسية على ترك وطنهم إلى أقرب دولة تستقبلهم لكن بالذل. يقول الأخ السوري أستغرب منكم أنكم تأتون إلى هذا البلد وتصرفون الملايين على أناس لا يرغبون فيكم أما نحن السوريين فإننا نعيش بينهم مضطرين رغم ما نعانيه منهم ومن اضطهادهم. ويقول لكن في المقابل فإن التركي في ألمانيا مضطهد وغير مرغوب فيه ويواجه نفس المعاملة التي نواجهها عندهم. خلاصة الموضوع أنني وأنا أغادر إلى المطار ضربت عهداً على نفسي ألا أعود مرة ثانية إلى تلك البلاد وسلامتكم.

* كاتب ومحلل سياسي