لله الحمد والشكر على واسع كرمه ووافر إحسانه، حمداً كثيراً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، له الفضل والمنّة في رفع الدّاء وإنزال الشّفاء، مسبب الأسباب ومسخر العباد، هو القائل سبحانه في إِنجاء النّفس والحفاض على سلامتها «وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَاالنَّاسَ جَمِيعًا»، ويقول رسوله الكريم «لا يشكر الله من لا يشكر الناس» فهناك جهود تستَوجب الثّناء كما تستوجب الإشادةُ فَخراً بها، والوجوب في هذا المقام، ليس كغيره، قائماً على بيانات إدارية، رصدتها تقارير أو تصريحات، أو استبيانات أوإحصاءات، قد تريد فيها الأرقام أوتنقص، بل هو وُجوب قائماً على تجربة إنسانية ذاتية، عايشتُها بتفاصيل فعلية، ودَدتُ الإيفاءَ به فور التّعافي.

كلمة شكر وتقدير أوجّهُها في المقام الأول إلى سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، على فائق الرعاية الصحية، وتوفير خدماتها العمومية العالية الجودة في أنحاء مملكة البحرين، وعلى الحرص الشديد في التصدّي للحدِّ من الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد19)، وعلى حدِّ السواء، العَمل على تحقيق السّلامة منها. ثمّ أوجَهها إلى جميع القائمين على تقديم هذه الخدمات وأدائها، وعلى وجه الخصوص الكادر الطّبي الذي يتقلّد في أدائها الصّف الأول من خط التّماس.

حين بلغت منّي عوارض الإصابة بكورونا (كوفيد19) مؤشّرات مُنذِرة، تستدعي إحاطة طبيّة، فكان الرّد على المكالمة فورياً، وسرعة الاستجابة من مركز اتصال خدمات الطوارئ مبهرة. فقد تمّ الحضور في غضون 20 دقيقة فقط من الاتصال، وهذا يدلّ على مدى الفاعلية والجاهزية والكفاءة العالية للخدمة لاسِيّما وأنّها مجّانية، ناهيك عن مهنيّة الفريق الطبي الذي حضر للقيام بالفحوصات اللّازمة، وأريحية تعامله في الإجابة على جميع الأسئلة والاستفسارات.

جميل جدّاً أن تتلقى اتصالاً هاتفياً في اليوم التّالي يعلمك أنه من وزارة الصّحة، ويسألك عن حالتك الصحية وتطورات الأعراض المصاحبة فكيف لا تشعر أنّك مُحاط وبأَعينِ العناية الرّسمية، فبالإضافة إلى المتابعة الشخصية أنت تحظى بالمتابعة الإلكترونية.

جميل جدّاً أن تكرّس التّكنولوجيا إلى جانب الجهود البشرية في المتابعة والرّعاية الصّحية لتنقل تقارير يوميّة عن علامات صحية، ترصُد دلالات عن المنحنى البياني لتماثل التّعافي، وذلك من خلال تطبيق «مجتمع واعي».

نعم مجتمع واعيٍ وراقٍ بالعناية الفائقة للفرد، وتلك هي القيادة الرّشيدة، عندما يكون العنصر البشري هو الرّهان الأول، وعلى رأس أولويات الحكومة في أجندتها التّنموِية. سلِمتِ يا البحرين الحبيبة، وغَنِمَ أهلكِ بهذه الرُّؤية السَّديدَة.