«قوتنا من التآخي والتعايش والوسطية»، هذه العبارة مستوحاة من أقوال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وهي تعني في وجهها الآخر أن عيون البحرين مفتوحة في كل حين على التسامح والتعايش وحقوق الإنسان، وأن البحرين هي البلاد التي تصان فيها الكرامة الإنسانية وأن من فيها يحتكمون إلى القانون، وأن القانون يطبق على الجميع من دون استثناء، وأن البحرين وطن الجميع.

هذه الشعارات يمارسها الحكم من قبل أن تتبلور كشعارات، ويعيشها أهل البحرين جميعاً منذ القدم، فالتآخي والتعايش والوسطية من سمات أهل هذه البلاد وركائزها وهي مترجمة في حياتهم اليومية من دون تكلف، لهذا فإنها سبب رئيس لقوتها وتمكنها من التواصل مع الجميع وجعل العالم كله يحترمنا ويقدرنا ويعتبرنا مثالاً ينبغي أن يحتذى.

في هذه البلاد لا تمييز بين هذا الإنسان وذاك بسبب أصله وفصله وقوميته أو دينه ومذهبه أو موقفه السياسي والأفكار التي يؤمن بها، كل ما تطلبه الحكومة من الجميع هو احترام القانون وعدم تجاوز العادات والتقاليد أو التطاول على الدين والمذهب والإساءة إلى الآخرين. ولأن الناس في هذه البلاد ظلوا ملتزمين بكل هذا وبواجبهم لذا تمكنوا من التعايش معاً فضمن الجميع حقوقهم وصار للقانون شأناً وصارت البحرين بحق وطن الجميع.

لهذا لا يسمع العالم من مريدي السوء الذين يقولون بغير هذا ويسعون للإساءة إلى البحرين عبر نشر الأكاذيب واختلاق القصص، فسلوك المواطنين والمقيمين يفندها ويفندها سلوك الحكم والحكومة.

في وطن الجميع تتلخص الممنوعات في تجاوز حدود حريات الآخرين وتجاوز الأساسات التي يتأثر بها التآخي والتعايش والوسطية، والمعنى أنه لا يوجد ممنوع في هذه البلاد من دون سبب، ولا يوجد سبب غير هذا يستوجب المنع، وكل من يقول بغير هذا يسيء إلى نفسه وضميره ويفقد ثقة العالم.