شيخ ابن شيخ لبس اللباس الرسمي الخاص بعمال ألبا «يونيفورم العمال» وعلى رأسه وضع الخوذة «الهلميت» ليس تواضعاً إنما حرفية ومهنية عالية، هذا ما فعله الشيخ دعيج بن سلمان رئيس مجلس إدارة شركة ألمنيوم البحرين في جولة تفقدية في الشركة مع قياداتها الإدارية والفنية.

نحن هنا لا نتحدث عن صفة التواضع فهنا ليس موقع امتحان لتلك الصفة، وإن كنا فرحين بأن فرداً من العائلة لبس لباس العمال أو وضع الخوذة من التواضع والهون، بل نتحدث هنا عن أخلاقيات مهنة ومعايير قيادة في مواقع عمل تفرض هذه الإجراءات التزم بها من نفسه.

عموماً الشيخ دعيج لا يحتاج لشهادة منا فقد أبلى بلاءً حسناً حين رأس المؤسسة العامة للموانئ البحرية بشهادة الكثير من الذين يتعاملون مع الموانئ من تجار ومخلصين و.. وللعلم فقط لم ألتق بالرجل ولا أعرفه معرفة شخصية، ولكن لفت نظري أثناء عمله في قطاع الموانئ البحرية والتطوير والتنظيم الذي حصل في الموانئ إبان فترة رئاسته ثم رأيت صورته بالأمس في ألبا وهو في جولة ميدانية، فقلت هذا هو سر نجاح الرجل أنه لا يقود من المكتب ولا تقيده المشيخة.

هذا المقال أردت فيه أن نؤكد أن «الإنتاجية» هي التي نتمسك بها من أجل خدمة البحرين، لا يهمنا إن كان الشخص شيعياً أو سنياً أو شيخاً أو من أي قبيلة أو ما هي أصوله وعروقه، سنه كبير أو شاب صغير يجيد الإنجليزية أو لا يجيدها، أحبه أو لا أحبه، طبعه يعجبني أو لا يعجبني، كلها أمور أتغاضى عنها وأنظر فقط لإنتاجيته ومدى انعكاس خبرته ومؤهلاته على موقعه، مؤشرات قياس كفاءته تأتي من قياس ما كان عليه الموقع قبل استلامه وما أصبح عليه الموقع بعد استلامه، لأن ما يهمنا أن يستفيد هي البحرين، وأن تستثمر الكفاءات الموجودة فيها وتستفيد منهم أقصى استفادة.

من أجل خدمة البحرين ومن أجل رفعة اسمها ومن أجل علو مكانتها ومن أجل نجاحها وتفوقها أبحث عن تلك النوعية من القيادات بحث الغواص عن الدانات ولا أتركها تفرط من يدي.

هناك قيادات كونت خبرات ومهارات وشبكة علاقات تعتبر رأس مال للبحرين لا للشخص، تعتبر ثروة للبحرين لا ملكاً للشخص، نتاجه أرباح للبحرين وليست له، هذا هو الفارق الذي يحكمني في تعزيز مواقع بعض الأشخاص أو تعيين الجدد منهم أو إعفاء القديم منهم، لأنني أضع الفائدة التي ستعود على البحرين قبل أي اعتبار آخر، لا يهمني هنا جنس أو أصول أو دين أو مذهب الشخص أو نسبه أو حسبه، بل القدر الذي سيعود من هذا الشخص على البحرين بالفائدة فقط، وعلى قدر حبنا لهذه الأرض ومعزتنا لها وتقدير نفعها وفائدتها نتصرف.

شكراً لكل من وضع اسم البحرين نصب عينيه وحكمته المهنية فأضاف قيمة لموقعه بإنتاجه، ولم يضف الموقع له.