وها هو فيلم آخر يتم إيقافه في أغلب الدول العربية وبعض الدول الإسلامية بسبب الترويج للشذوذ الجنسي.

أفلام «مارفل» الشهيرة بشخصيات أبطالها الخارقة للعادة، والمحببة لجميع الأعمار ويحبها الصغار بشكل خاص، صارت إصدارات أفلامها الأخيرة مثيرة للقلق، وذلك بسبب الإصرار الغريب على الزج بأمور تروج للمثلية بشكل مقصود.

المقاطع التي تضمنتها الأفلام الأخيرة لو جئتم لسياق الفيلم والقصة والحبكة، ستجدون أنها مقاطع لو أزيلت واقتطعت لن تخل أبداً في السياق الدرامي للفيلم، لكن الفارق في المسألة هنا معني بهدف تضمينها وإقحامها في مثل هذه الأفلام التي يقبل ويهتم بها الناشئة والصغار.

في السابق كانت الجهات المعنية بالرقابة والنشر والتي غالباً ما تكون تابعة لإدارة المطبوعات والنشر في وزارات الإعلام، كانت تراقب الأفلام وتقتطع منها الأجزاء التي لا تصلح للنشر بحكم العادات والتقاليد المجتمعية، فكانت مشاهد التقبيل والتعري وغيرها تزال، وحتى بعض الجمل في الحوارات التي تدخل ضمن التجديف والإلحاد وغيرها.

لكن المشكلة الكبرى الحاصلة الآن معنية بشركات الإنتاج العالمية والتي باتت تصر على دور السينما بالأخص في الدول العربية والإسلامية على عرض الفيلم كاملاً بدون تقطيع أو حذف، وهو ما حصل بإصرار شديد قبل شهور بشأن فيلم «إيتيرنلز» أي «المخلدون» مما دفع بمنع عرض الفيلم في دولنا العربية والإسلامية، واستدعى ذلك هجوماً من بعض أبطال الفيلم وعلى رأسهم أنجلينا جولي التي وصفت المجتمعات العربية بالتخلف.

طبعاً تبع هذا الفيلم منع عرض فيلم «دكتور سترينج» وكذلك «لايتير» والذي يعرفه الأطفال بشخصية «باز يطير» في سلسلة أفلام الأطفال الشهيرة «توي ستوري»، والسبب هو الإصرار على الزج بأمور المثلية في الأفلام حتى لو كانت موجهة للصغار.

في الفيلم الأخير المعني بإله الرعد في أساطير النورمانديين أو أهل اسكندنافيا «ثور»، اتبع منتجو أفلام «مارفل» أسلوباً آخر للترويج للمثلية وجعلها أمراً عادياً جداً وحرية خاصة بالأشخاص. الفيلم لم يتضمن مشاهد مخلة تروج للمثليين، بل دس السم في العسل جاء من خلال الحوارات، حينما جعلوا إحدى البطلات تتحدث عن صديقتها وهي بنت وعلاقتها الحميمة بها. بل وفي استهداف خبيث لعقليات الأطفال يجعلك الفيلم تحب وتتضامن مع المخلوق الصخري خفيف الظل، ثم تأتيك الصدمة بأن هذا المخلوق يتحدث بأن لديه والدان ذكران!

أجيالنا الصغيرة تواجه استهدافاً لتغيير معتقداتها وموروثاتها، وليت التغيير يسعى لاستهداف ثقافة فكرية أو ثوابت علمية أو حتى دينية، بل بات يستهدفهم في انحرافات جنسية تؤثر في كيانهم وحياتهم.

لذلك فإن الرفض والتصدي لمحاولات ترويج الشذوذ والمثلية في مجتمعاتنا ستظل قائمة ولن تضعف بإذن الله، فلم نصل لمرحلة لتتفاخر بها بأننا مجتمعات قوم لوط، والعياذ بالله.