انتشر مؤخراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيديو قصير، يظهر مجموعة من الإيرانيين يعبرون عن احتجاجهم على أمور تخصهم في إحدى المدن الإيرانية بينما اعتلى متظاهر منهم كشك هاتف ورفع لافتة ورقية كتب عليها كلام غاضب عن خامنئي. الفيديو يظهر أيضاً أنه في الأثناء صعد شخص إلى الكشك وأخذ اللافتة من يد المتظاهر ورماها ثم رماه هو وتم اعتقاله.

طبعاً لا المحتمون بإيران من أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» ولا منظمات حقوق الإنسان المتضامنة معهم في كل حين كتبوا أو قالوا كلمة يعبرون من خلالها عن رفضهم لذاك الذي حدث ورأوه بأم أعينهم، وهو يتعارض مع حقوق الإنسان ومع الحريات التي يرفع معهم النظام الإيراني شعارها. لهذا فإن السؤال الذي ينبري هو ماذا لو أن مثل هذا الأمر حدث في إحدى دول الخليج العربي؟ وماذا لو حدث تحديداً في البحرين؟

أما الجواب فهو أن أولئك جميعاً سيعتبرون ما حدث إهانة للإنسان وحقوق الإنسان وتضييقاً على الحريات واعتداء على الديمقراطية وسيطالبون من له علاقة ومن ليس له علاقة ليسارع إلى التعبير عن احتجاجه ولن يتأخروا عن توجيه أقسى أنواع النقد للحكومة، بينما ستقوم الفضائيات السوسة ؛ الإيرانية وتلك التابعة لها والممولة من قبلها ببث وإعادة بث ذلك الفيديو على مدار الساعة ولأيام طويلة ضمن نشرات الأخبار ومن خلال برامج كثيرة وستقول إن ذلك وصمة عار تستوجب عدم الاكتفاء بمهاجمته إعلامياً.

سيقولون ذلك، وسيفعلون أكثر من ذلك رغم أنه يحدث مثله في أيام إيران الملالي كثيراً وخصوصاً في هذه الفترة التي صار جميع الإيرانيين من غير الملالي وأهاليهم يشعرون بالظلم وقرروا التعبير عن عدم رضاهم والثورة على النظام.

التناقض الصارخ الذي يعيشه أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» يفضحهم ويؤكد أنهم بعيدون عن الموضوعية وأنهم يكيلون بمكيالين، وأنه لا بأس لديهم إن انتصروا للظالم طالما كان منتمياً إلى النظام الإيراني.