حين تشتد العقوبات الدولية على طهران بسبب مشروعها النووي وسياستها المهددة للاستقرار في المنطقة تسعى إيران للخروج من ورطاتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية عبر العراق، إما بطرق اقتصادية شرعية استحواذية وابتزازية عبر الاستثمار في مخططات ومشاريع على صلة بالقوى شبه العسكرية الموالية لها، أو بطرق غير شرعية عبر تهريب النفط والسيطرة على منافذ الفساد عبر الحدود وعمليات غسيل الأموال بل وتجارة المخدرات، أما ورطاتها العسكرية كمقتل سليمان فيتكفل بإخراج طهران منها الحشد الشعبي بغارة على معسكر أمريكي هنا أو قصف منشآت نفطية للأكراد كما جرى يوم الثلاثاء الماضي. والآن نشاهد تحركاً إيرانياً لحل مشكلة سياسية، فقد كاد أن يصل إلى سدة الحكم فريق مقتدى الصدر وهو المتمرد بتقية مستترة على طهران ويظهر ميولاً عروبية وطنية عراقية، فكيف ستتعامل طهران مع هذا المأزق السياسي وكيف ستخرج منه؟

بدأ التحرك الإيراني بتسريبات لحديث غير مسؤول من نوري المالكي القريب منهم يظهر هشاشة اللحمة السياسية العراقية الممزقة بين السنة والشيعة والأكراد. ثم أمرت بترشح محمد السوداني إيراني الهوي وظل المالكي لرئاسة حكومة العراق، تزامنت مع وصول إسماعيل قاآني وزير المستعمرات الإيرانية الجديد قائد الحرس الثوري الذي اجتمع مع قادة الإطار التنسيقي، وأمر باستمرار خطة إنهاك العراق بإغراقه في أزمات سياسية وكأنه مستعمرة إيرانية، عبر قتل الأمل الجماعي العراقي في أن تنبثق حكومة تسعى إلى تحقيق مصلحة وطنية، فالكرد كما قال مسرور بارزاني في مركز الأبحاث تشاتام هاوس – لندن يريدون الخروج من نظام الفيدرالية لنظام الكونفيدرالية، كما أن الضغط الإيراني بدا على الهياكل السياسية السنية ويا للعجب وكأنه أسهل من البقية فتحالف السيادة بقيادة الحلبوسي والخنجر، فيه ضعف وتشتت من القوى السنية والفصائل التي يضمها.

بالعجمي الفصيح

ستنجح طهران فهناك عداء شيعي - شيعي، كما تضاءل اهتمام واشنطن بالدفاع عن الديمقراطية في العراق وارتباك كردي وضعف سني، لكن بذور فشل الإيرانيين تبقى موجودة في تربة ما يزرعونه، فسيختلف لصوص طهران على الغنيمة جراء اتساع صراع جهازي استخبارات فيلق القدس التابع لحرس الثورة مع فريق وزارة الاستخبارات «اطلاعات» الخاضع لسلطة الحكومة الإيرانية.