التقدير أن الوجه الآخر لدعوة الأمم المتحدة «جميع الأطراف العراقية إلى وقف التصعيد واتخاذ خطوات فورية لتهدئة الموقف من أجل مصلحة البلاد» هو دعوة النظام الإيراني إلى الخروج من المشهد العراقي وجعل العراق يحل مشكلاته بنفسه كسباً للوقت وحفظاً للدم، ذلك أن هذه المنظمة الدولية ومعها منظمات العالم كله والناس أجمعين يعرفون جيداً أن الذي يحدث في العراق اليوم وقبل اليوم هو خطة إيرانية مكنت بسبب دقتها النظام الإيراني من التحكم في واقع العراق ومستقبله.

في السياق نفسه لخص أحد الأكاديميين والسياسيين قناعته فقال عبر تغريدة نشرها في حسابه في «تويتر»، «ما يجري حالياً في العراق يؤكد أن إيران تريد عراقاً ضعيفاً ممزقاً طائفياً يدار من طهران. أجندة إيران تنفذ من نخبة حاكمة عراقية غارقة في الفساد الإداري والمالي. إيران تطبق سياسة استعمارية قديمة لكنها ناجحة هي سياسة فرق تسد لتبقي قبضتها الحديدية على البوابة الشرقية للوطن العربي» وهو كلام لا يختلف عليه عاقل خصوصاً بعد كل الذي جرى في الأيام القليلة الماضية والذي توج أخيراً بانتشار عجلات الجيش العراقي في عدد من مناطق بغداد.

العالم ليس غافلاً أيضاً عن التوقيت الذي اختاره الملالي لنشر الفوضى في العراق إذ ليس أفضل من عاشوراء للتمكن من شحن العامة الذين من الواضح أن الكثيرين منهم دون القدرة على استيعاب الذي يجري وأنهم ليسوا إلا وقوداً لمواجهات قابلة للتطور لا ناقة لهم فيها ولا جمل وأن المستفيد الأول والأخير هو النظام الإيراني الذي يسعى إلى الانتقام لقاسم سليماني من البلاد التي قتل فيها.

إخراج العراق من رأس إيران ورفع النظام الإيراني يده عن هذا البلد العربي وتوقفه عن التدخل في شؤونه الداخلية هو أول الطريق لخروج الشعب العراقي من كل هذا الذي صار فيه. عدا هذا سيزداد وضع العراقيين وبلادهم سوءاً. حفظ الله العراق وأهله.