لفت نظري أن الفريقين الشيعيين المتصارعين في العراق يستخدم كل منهما الإسقاطات الدينية لصالحه.

فمقتدى الصدر زعيم التيار الصدري شبه صراعه مع ميليشيات الحشد الشعبي ومن ورائهم نوري المالكي بمعركة «الطف» أو معركة كربلاء.

وفقاً لمقال الزميل نديم قطيش في الشرق الأوسط فإن الصدر في تغريدة مطولة افتتحت الحراك الميداني في العراق كتب: «ثورة الطف كانت ومازالت مناراً للأحرار في كل العالم، وقد انتصر فيها الدم على السيف، فاتخذها الكثير من الثوار أسوة وأنموذجاً لرفض الباطل والظلم والفساد عبر مر الزمن». وأضاف: «الطف مدرسة كان قائدها الإمام الحسين عليه السلام، وما نحن إلا تلاميذ نستلهم منها أعلى معاني التضحية والفداء ورفض الضيم والذلة».

أما زعيم الحشد الشعبي فإنه قال إن «أنفاس الزهراء كانت حاضرة حين تم اختيار «السوداني» من قبلهم كرئيس للوزراء».

حرب الإسقاطات الدينية لم تعد تستخدم ضد أعداء الطائفة الشيعية التقليديين أو ضد من هم ضد آل البيت كما كانت تستخدم من قبل، بل هي الآن مستخدمة وبامتياز بين التيارات الشيعية المتصارعة مع بعضها البعض، لقد تحولت شعارات الثأر الحسيني تجاه الصراع الشيعي الشيعي العراقي على سبيل المثال، ولبنان ليست بعيدة عن هذا النموذج وهذا هو الذي استجد في الموضوع.

الصراع على مَن يمثل الشيعة أصبح حاداً جداً في العراق، هل الحكم السياسي للمرجعية الإيرانية أم المرجعية العراقية؟ هي الآن بين قم وكربلاء، جماعة «الإطار التنسيقي» وكلاء إيران أم لجماعة التيار الصدري، الذين احتلوا البرلمان وهتفوا من داخله «إيران بره بره».

الأحزاب الشيعية الأصولية ذات الهوية السياسية تتصدع صراعاً على الحكم والسلطة من بعد فشل النماذج التي أيدتها إيران وفرضتها على الطائفة الشيعية، فنشروا الخراب والفساد في النموذج اللبناني والنموذج العراقي.

هناك تيارات شيعية تثور على المرجعية الإيرانية في العراق بشكل حاد وفي لبنان بشكل أقل، وقد انتشرت في الخليج أيضاً بعدما اكتشف العديد من مقلدي المرجعية الإيرانية أنهم ورقة مساومة سياسية ممكن التخلي عنها وفقاً للحسابات الإيرانية القومية.

بل الأدهى يحاول التيار الصدري أن يستقطب الأطياف العراقية الأخرى لصفه ويعلن أسفه واعتذاره عن عدم وقوفه مع شباب ثورة تشرين وهم شباب البصرة والمحافظات الجنوبية الذين ثاروا ضد حكومة نصبتها إيران عليهم، ويدعو السنة والقوميين العراقيين للانضمام له واعتبار تياره تياراً ثورياً عراقياً جامعاً لكل الأطياف.

السنة مازالوا مترددين لأنهم خبروا تذبذب التيار الصدري سابقاً، إنما هذا التمزق العراقي لن يكون الأكثر خطراً على العراق وأمنه، بل الخوف والتركيز الآن على الجيش العراقي الذي تشكل معظمه من الشيعة، لمن سينحاز؟ لأي مرجعية دينية سينحاز؟ هذه هي أهم معضلات الأيديولوجية الدينية إن طالت الجيوش.

سيبدأ العراقيون يحصون كم من القوات المسلحة تأتمر بأوامر المرجعيات الإيرانية وكم وأي القطاعات التي تأتمر بأوامر المرجعية الدينية العراقية، لذلك حذر مصطفى الكاظمي الجيش من أي تحرك دون أوامر مباشرة منه.

اللهم احفظ العراق من هذا التمزق، ووحد شملهم، وأعدهم إلى قواعدهم العربية سالمين غانمين، اللهم آمين.