لم أنتبه لمؤشر الوقود بالسيارة إلا بعد أن شارف تماماً على الانتهاء، فلجأت لأقرب محطة.. وبالصدفة لم تكن حكومية، وبعد طابور طويل، وصل دوري أخيراً إلى المضخة.

أثناء التزود بالوقود، انتبهت لورقة رثة مكتوب عليها «عذراً، لا يوجد بنفت - سديم»، فاستغربت، ولكن قلت في نفسي، بالتأكيد سأجد حلاً آخر.. وبعد أن انتهيت، أخبرني العامل بأنه علي أن أدفع «كاش فقط»، فقلت له ومن يحمل كاش الآن في البحرين في ظل وجود بنفت؟

وبالصدفة أيضاً أن هذه المحطة لا يوجد بها ماكينة للصراف الآلي.. المهم وبعد جدال طويل، وطلبه بأن تبقى بطاقتي الشخصية رهينة لحين جلبي النقود، ورفضي لذلك.. أخرج آلة الدفع بالبطاقة، والتي قبل لحظات كان يجادل بأنها غير موجودة.

وضعت الصورة التي التقطتها للافتة عدم وجود بنفت سديم في حسابي بالإنستغرام، وأخبرني العديد من الأصدقاء أن هناك بعض المحطات لا تقبله، ويضطرون للكاش أو اللجوء لحيل أخرى، من بينها تحويل بنفت مع «حبة مسك» للعامل.

أما أحد الأصدقاء الخليجيين، فقال لي «ياخي عندكم أزمة محطات، محطاتكم قليلة، عندنا في كل حارة محطة ولا محطتين».

انتبهت لكلامه وتذكرت بأنني غالباً ما أواجه طابوراً طويلاً منذ الثامنة صباحاً وحتى العاشرة مساء في غالب الأيام.. وأضطر للخروج بعد منتصف الليل لأجد المحطة «فاضية».

وفعلاً نحن نحتاج لضعف العدد الحالي من المحطات، مع توزيع صحيح، حيث هناك أكثر من 650 ألف سيارة في البحرين، عدا عن الإخوة الخليجيين، وهو أمر يجب العمل عليه سريعاً.

وبالعودة لموضوعنا.. حقيقة نحن بحاجة لأن يكون الاختراع العظيم سديم من خلال تطبيق بنفت إجبارياً، بالإضافة لتوسيع خيارات الدفع، حيث غالب المحطات لا تقبل الدفع ببطاقة الصراف الآلي في حال تعطل التطبيق سواء للتحديث أو أي ظرف آخر، خصوصاً وأن هذا التطبيق عودنا ومنذ الجائحة على عدم حمل «الكاش» نهائياً واختصر السالفة بضغطة زر.

آخر لمحة

متى سيتم افتتاح محطة الجفير للوقود بعد أن أغلقت منذ مدة طويلة؟