لا يختلف اثنان في أن الإمام الحسين عليه السلام «رمز إسلامي جامع ودعوته قائمة على العدل والقيم الإنسانية والإسلامية» بدليل الأقوال الكثيرة المنسوبة إلى شخصيات عالمية غير إسلامية والتي أعلت من شأنه واعتبرته مثالاً يستوجب الدرس والبحث والاقتداء، وفي المقابل لا يختلف اثنان في أن هناك من يعمل على «استغلال دعوته لأجل أهداف مشبوهة ومقاصد سياسية معروفة» كما جاء أخيراً في حديث للسيد محمد علي الحسيني عبر نداء الجمعة من الرياض والذي قال إن هذا العمل «ضرب للمقاصد التي ضحى لأجلها الإمام وعنوانها الأكبر كان حفظ وحماية وحدة الأمة الإسلامية».

سيد الشهداء خرج للإصلاح في أمة جده صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ووفر مثالاً في التضحية ومنهجاً يفلح من أخذ به واتبعه، وليس من مسلم عاقل يدرك هذا المعنى والمقصد إلا وينحاز إلى العمل ضد استغلال دعوته عليه السلام وتوظيفها لخدمة أهداف لا علاقة لها بالإصلاح والدين. لهذا لم تنجح على مدى السنين وفي كل بلدان العالم كل محاولات استغلال الاحتفال بذكرى عاشوراء لتحقيق غايات سياسية.

كلنا حسينيون، هذا ما يقوله الواقع ويؤكده سلوك العالم أجمع، ولأن الكل يسعى إلى العدل والقيم الإنسانية فإن الكل يعتبر ثورة الإمام الحسين عليه السلام خارطة طريق إن سار عليها أفلح وحقق أهدافه. وكل هذا يؤكد أن الحسين ليس لفئة دون فئة وليس لقوم دون آخرين. الحسين مدرسة يتعلم منها الجميع وإن اختلفوا في طرق التعبير عن حبهم له والسير على منهاجه.

في هذا السياق أيضاً يمكن القول إنه ليس صحيحاً أن التعبير عن حب الإمام الحسين يتمثل فقط في الأسلوب السائد هنا، فهناك ألف طريقة وطريقة للتعبير عن ذلك لهذا القائد الفذ، وبالتأكيد ليس مناسباً التعبير عن هذا الحب بإيذاء النفس، فتعبير كهذا يدخل في باب العادة التي تفتح الباب للشيطان ليسيء إلى الإسلام ولثورة سيد الشهداء عليه السلام.