جاء فوز كل من نادي البحرين ونادي عالي ببطولة أندية غرب آسيا لكرة الطاولة للرجال والسيدات والتي اختتمت مؤخراً في العاصمة الأردنية عمان امتداداً لفوز المنتخب البحريني في وقت سابق ببطولة منتخبات غرب آسيا وتأهله لبطولة أمم آسيا لتؤكد «الطاولة البحرينية» استفاقتها وعلو كعبها على نطاق منطقة غرب آسيا وتجدد طموحاتها القارية والأولمبية.

هذه الإنجازات التي تحققت بسواعد وطنية أسعدتنا جميعاً وعززت تميز المواهب البحرينية التي آن الأوان لمضاعفة الاهتمام بها ومضاعفة دعميها المادي واللوجستي لكي تحافظ على مكتسباتها وتتابع مسيرتها الجادة في الاستحقاقات القادمة تطلعاً إلى طموحات بطولية كبرى ترفع من خلالها العلم البحريني عالياً.

مثل هذه الإنجازات لا يمكن لها أن تتحقق لولا وجود عمل إداري وفني جاد وفق خطط وإستراتيجيات طويلة الأمد تبدأ من القاعدة، وهذا هو النهج الذي عودنا عليه الاتحاد البحريني لكرة الطاولة على الرغم من كل التحديات التي واجهته على مدى سنوات، ولعل أبرزها تناقص عدد الأندية العاملة والفاعلة إلى درجة أننا بدأنا نخشى على مستقبل هذه اللعبة «الأولمبية» الضياع بعد أن كان هذا الاتحاد في سنواته الأولى يتميز بعدد أنديته الأعضاء، وهو ما نأمل أن يعود إلى سابق عهده بعد هذه الإنجازات المشرفة وخصوصاً أن لعبة كرة الطاولة ليست من الألعاب المكلفة مادياً قياساً ببقية الألعاب، وأذكر أنه في الماضي كانت هذه اللعبة متاحة في أغلب الأندية ويمارسها أغلب الأعضاء بمن فيهم لاعبو الألعاب الأخرى.

أما على مستوى الأندية فنجد أن نادي البحرين ما يزال يولي هذه اللعبة اهتماماً كبيراً لم تؤثر عليه التزامات النادي بالألعاب الأخرى ككرة القدم والسلة واليد، وهذا الاهتمام هو الذي مكن النادي «الأخضر» من التميز في هذه اللعبة وتحقيق العديد من الإنجازات البطولية محلياً وخارجياً عبر أجيال متتالية يشاطره في نفس النهج أندية سار وعالي، وهي الأندية التي أسهمت في تطور اللعبة وحققت إنجازات محلية وخارجية وأنجبت لاعبين متميزين من الجنسين يضاف إليهما ناديا الشباب والاتفاق اللذان كان لهما نصيب من المشاركات الفاعلة في السنوات الماضية.

نأمل أن تشهد السنوات المقبلة عودة الأندية الكبيرة مثل المحرق والأهلي والحالة والنجمة إلى حظيرة اتحاد الطاولة لتستعيد تاريخها المضيء ولتعزز مكانة هذه اللعبة التي كانت حديث الوسط الرياضي المحلي في الأسابيع الماضية.