الوفاة المؤثرة لرجل الأعمال السعودي محمد القحطاني الأسبوع الماضي أثناء إلقائه كلمة في مؤتمر بالقاهرة فتحت خبث بعض ناقصي العقل وقليلي الإيمان فانطلقوا يسيئون إليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي واعتبروا ما قاله عن بعض القادة العرب والخليجيين إثماً استحق عليه تلك النهاية التي يدرك كل مسلم عاقل أنها ما كانت ستحدث لولا أنها مدونة في «كتاب مبين» من قبل أن «يبرأ» الله سبحانه وتعالى الأرض ومن فيها.

رداً على إحدى تلك التغريدات الناقصة كتبت «لعل الذي بينه وبين الله سبحانه وتعالى ما لا يستطيع أن يدركه كاتبوا تلك التغريدات. ادعوا لموتاكم بالرحمة والمغفرة. الحساب والعقاب شأن خاص بالخالق وحده» فمن غير المنطقي وغير الجائز الدخول في مساحة خاصة برب العالمين الذي حدد لحظة وكيفية مولد ووفاة كل الخلق من قبل أن يبدأ الخلق.

ناقصو العقل والإيمان قالوا في تجاوزاتهم إن المرحوم توفي وهو يمتدح أولئك القادة واعتبروا ما قاله شهادة زور «استوجبت» تلك الخاتمة. أما الرد عليهم فهو أنه إنما عبر عن رأيه وقناعاته وموقفه السياسي وقال ما رأى أنه ينبغي أن يقال في حق أولئك القادة، والأكيد أن الموت لم يكن ليتأخر عن خطفه لو أنه حينها كان يمتدح رئيس النظام الإيراني مثلاً أو زعيم إحدى ميليشياته، فالموت حق ولا يمكن لأحد أن يبقى في هذه الدنيا جزءاً من ثانية عندما يحين أجله.

مساحة الحياة والموت خاصة بالخالق رب العزة والجلال فهو المحيي المميت وهو الحي القيوم، ولا يقول بغير هذا سوى ناقصي العقل والإيمان ومن يعتقدون أن كل البشر ينبغي أن يكونوا بقناعاتهم ومواقفهم وأنهم الصح وسط كل الخطأ في هذه الدنيا.

رحم الله الفقيد الذي أؤكد أنني لم أكن أعرفه شخصياً وغفر الله له، ولكنها كلمة حق ورد مستحق على أولئك الذين لا يعرفون بالتأكيد كيف ستكون خاتمتهم ولا ساعتها.