يتواصل تألق الرياضة البحرينية في المشاركات الخارجية، فبعد فضية ألعاب القوى العالمية وهيمنة «الطاولة الحمراء» على ألقاب غرب آسيا ها هي «الطائرة البحرينية» تحقق أول ألقابها القارية بالظفر بالميدالية البرونزية لمنتخبات آسيا التي اختتمت مؤخراً في تايلند، وها هي ألعاب القوي البحرينية تقود الرياضة البحرينية - كعادتها - إلى المركز السادس إسلامياً والأول عربياً على قائمة ميداليات دورة التضامن الإسلامي التي تستضيفها مدينة «قونية « التركية بحصدها 19 ميدالية من أصل 22 ميدالية للوفد البحريني -حتى كتابة هذا العمود- ومن بين هذه الميداليات ثمان ذهبيات وسبع فضيات وأربع برونزيات وهو حصاد وفير عودتنا عليه ألعاب القوى في جل مشاركاتها الخارجية ولعل أبرز ما أسعدنا في هذه المشاركة الإيجابية عودة العداء البطل الآسيوي علي خميس واعتلاءه منصة التتويج في مسابقتين خلال هذه الدورة بعد غياب طويل خشينا أن يكون نهاية الطريق لمشروع بطل أولمبي واعد، ولكن ولله الحمد وبفضل جهود ومتابعة اتحاد ألعاب القوى استطاع البطل علي خميس أن يعود مجدداً بهوية الأبطال إلى جانب زملائه وزميلاته الأبطال الذين أثبتوا علو كعبهم في مختلف المشاركات وآخرها ما حققوه في تركيا من تميز بطولي..

مدينة « قونيه « شهدت أيضاً تحقيق أول ذهبية بحرينية في رياضة الدراجات الهوائية على المستوى الإسلامي وكانت من نصيب الدراج البطل أحمد مدن في مسابقة الفردي ضد الساعة وهي ميدالية تاريخية تعزز كفاءة المواهب الرياضية الوطنية وتدعو إلى التفاؤل بمستقبل رياضة الدراجات الهوائية البحرينية رغم كل التحديات التي تواجهها هذه الرياضة..

أعود إلى ما حققه منتخبنا الوطني للكرة الطائرة للرجال في البطولة الآسيوية بسواعد وطنية ووقوفه على منصة التتويج القارية لأول مرة في تاريخ اللعبة بغض النظر عن كل ما تردد حول هوية المنتخبات التي واجهها منتخبنا في هذه البطولة..

نحن نتحدث عن بطولة رسمية معتمدة من الاتحاد الآسيوي للكرة الطائرة على مستوى منتخبات الرجال حتى وإن كانت بعض هذه المنتخبات قد شاركت بالفريق الاحتياطي أو ما يسمى بالرديف فهي تمثل الفريق الأول رسمياً ولذلك فسجل البطولة قد وضع البحرين على لائحة الشرف في هذه النسخة بعد الإطاحة بأسماء كبيرة في عالم هذه اللعبة أمثال إيران وكوريا الجنوبية ومقارعة كل من الصين واليابان وهو ما يدعو إلى الاعتزاز ويعد حافزاً كبيراً للمشاركات القادمة..

كما أسلفنا في مقالات سابقة بأن كرة اليد والكرة الطائرة هما أكثر ألعابنا الجماعية تشريفاً للرياضة البحرينية في المشاركات الخارجية، وهذا التألق اللافت لم يأتِ من فراغ، بل جاء ثمرة العمل الإداري والفني المبرمج والممنهج الذي يسير عليه هذان الاتحادان منذ أمد طويل، وهذا هو النهج الذي كنا ولا نزال ننادي به تطلعاً لإنجازات رياضية تليق بتاريخ الرياضة البحرينية.