مع اقتراب نهاية الإجازة الصيفية وما حوته من عروض لشركات الطيران من خطوط جديدة ورحلات متنوعة وأسعار تنافسية، بدأت تلك الشركات في استعراض أرباحها وما جنته من أرقام فلكية بعد سنتين أو أكثر من الحرمان وتقليص النفقات والركود الذي صاحب كل مناحي الحياة بسبب مرور العالم أجمع بالجائحة، كل تلك الشركات سواء الحكومية أو المملوك جزء منها للحكومات وحتى الخاصة منها وتلك التي تعتبر من فئات الطيران الاقتصادية والأقل سعراً استعرضت أرباحها ونجاحاتها، ماعدا شركتنا وطيراننا العريق طيران الخليج، الذي غاب وسط المنافسة ولا نعلم ما سبب ذلك الغياب.

شخصياً كنت من مستخدمي محركات البحث عن أسعار الرحلات الجوية سواء عبر التطبيقات المتخصصة أو محرك البحث الشهير «غوغل» فلم يظهر لي إعلان طيران الخليج إلا فيما ندر، وإن ظهر فإن أسعاره تعتبر باهظة مقارنة بباقي الشركات، قد يقول متخصص إن السعر المرتفع يعود سببه إلى أنك في بلد الشركة ذاتها، ورحلتك ستكون رحلة مباشرة، أما إن حجزت على شركة طيران أخرى فمن البديهي أن السعر يكون أرخص بسبب الترانزيت أو محطات الوقوف، وأنا أرد هنا بأنني قارنت بعض أسعار الشركات وكأنني من ذاك البلد فظل سعرها أرخص وأقل كلفة وهذا ما أثار حفيظتي واستغرابي.

الفترة الحالية تعتبر من أفضل الفترات الاستثمارية في مجال الطيران والسياحة، والشواهد على ذلك كثيرة، حتى المكاتب السياحية المحلية جنت من هذه الفترة الذهبية بعد رفع قيود السفر الكثير من الأرباح، ماعدا شركتنا العريقة، إلا إذا كانت هناك أرباح لم يتم الإعلان عنها فهذا شيء آخر.

أنا أعلم بأن الكثير كتب عن طيران الخليج، وكتب عن سياستها، وانتقد بطء نموها، خاصة بأنها تعتبر الأقدم والأطول عمراً في المنطقة، إلا أنها تعجز أن تحقق ما حققته مثيلاتها من شركات الطيران التي ظهرت على الساحة مؤخراً، لذا فإن كنا ننتقد كثرة العثرات وقلة الأرباح فإننا ننتقد من باب الغيرة على الشركة التي تمثلنا، ونأمل أن نراها في الصفوف الأولى ربحاً ورفاهية وعدد الوجهات وكثرة الطلب عليها، لا العكس تماماً، لتكون الخيار الرابع والخامس في حال عدم الحصول على رحلات معينة في أوقات معينة يلجأ المواطن لطيران الخليج كحل أخير.

اشمعنى طيران الخليج، سؤال سيظل يتردد إلى أن تعود الشركة إلى وضعها الطبيعي أسعاراً وتميزاً ووجهات وعروضاً وخدمة وأسطولاً يعيد للصقر الذهبي موقعه وسط السماء ومكانته لدى محبي السفر والتنقل.