أعلم جيداً بأننا نعيش في زمن قد انقلبت فيه الكثير من الموازين رأساً على عقب وتحول فيه الحق إلى باطل والباطل إلى حق وغلبت فيه المصالح الشخصية على المصالح العامة، ومحيطنا الرياضي المحلي لم ينجُ من هذه الظواهر السلبية التي يصفها البعض بعلامة من علامات الساعة!

سأركز هنا على انعكاسات هذه الظواهر السلبية على الجسد الإعلامي الرياضي المحلي الذي بدا مستسلماً لهذه الظواهر، وهو ما يؤكده التراجع الكبير الذي يعاني منه هذا الجسد الذي يفترض أن يلعب دوراً كبيراً في إبراز الحقائق وكشف كل ما هو قائم على المجاملات والنفاق من الأمور التي تعرقل وتعطل دوران عجلة النهوض بالحركة الرياضية المحلية بشكل عام.

كثير من الأطروحات الإعلامية وبالأخص الصحافية منها وعلى مدى سنوات لا يتم الالتفات إليها من قبل المعنيين بالشأن الرياضي الإداري منه والفني بدليل تكرار هذه الجوانب السلبية، بل إن هذه الأطروحات تقابل في الغالب بالإهمال أحياناً وبالاستهزاء أحياناً أخرى، والأدهى من ذلك أن كثيراً من هذه الأطروحات الإيجابية يتم تحويرها من منظور شخصي -من قبل إصحاب النفوس الضعيفة- إلى اتهامات باطلة يصفون فيها أصحاب الطرح بأنهم من أعداء النجاح أو من محبي الإثارة وبيع الكلام ويشككون حتى في وطنيتهم.

نعم، هكذا يحاول أولئك النفر من عشاق الكراسي والمناصب والمصالح أن يشوهوا صورة الحق بمبررات باطلة لأنهم لا يؤمنون بالنقد ولا بأهميته في التطوير ولا يؤمنون إلا بتغليب مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة.

نتيجة لذلك نلمس التراجع الكبير في الطرح الإعلامي الرياضي على المستوى المحلي والذي ندرت فيه الجوانب النقدية الهادفة وتضاعفت فيه مساحات الإشادة والتهنئة والمديح المبالغ فيه وكثرت فيه حالات التناقض بين ما يطرح إعلامياً وما هو سائد على أرض الواقع.

لست هنا بصدد التشكيك في وطنية أحد، ولن نسمح لأحد أن يشكك في وطنيتنا، فكلنا ننتمي إلى هذا الوطن الغالي وكلنا نسعى للوصول إلى الهدف الذي يؤدي إلى إعلاء راية الوطن في كل المحافل بما فيها المحافل الرياضية.

نأمل أن يتم الالتفات إلى الأطروحات الإعلامية الرياضية الهادفة بنوايا حسنة وبإيمان تام بالرأي والرأي الآخر وبأن الإعلام ذراع رئيس في المنظومة الرياضية وطموحاتها المستقبلية بعيداً عن الشخصنة.

دعاء

ندعو الله عز وجل أن يمنّ على أخينا وصديقنا وزميلنا العزيز ماجد سلطان صاحب القلم الحر الأنيق والعبارات الشاعرية بالشفاء العاجل، وأن يمتعه بموفور الصحة والعافية ويعيده إلينا وإلى عائلته الكريمة مشافى معافى، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.