«كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ» صدق الله العظيم

ودعت البحرين مساء أمس الصديق والزميل الإعلامي الرياضي المخضرم ماجد سلطان مذكور إلى مثواه الأخير وسط مراسم تشييع حاشد ومؤثر يجسد مكانة الفقيد الغالي في المجتمع البحريني عامة والوسط الرياضي المحلي خاصة لما عُرف عنه يرحمه الله من دماثة الخلق وحسن التعامل مع الجميع ولما كان يتمتع به من حب وولاء لهذا الوطن الغالي الذي اتخذ منه شعاراً لمنهجه الكتابي فكان قلمه الأنيق يتغنى بالوطن في كل مناسبة..

«بومعاذ» على قدر ابتساماته التي كانت تشكل عنوان علاقاته مع أصدقائه وزملائه كانت معاناته مع المرض في السنوات الثلاث الأخيرة التي اضطرته فيها ظروفه الصحية إلى الابتعاد عن بلاط صاحبة الجلالة والانقطاع شبه التام عن الوسط الرياضي الذي قضى فيه جل أوقاته وأجمل أيام حياته إلى أن اختاره الله إلى جواره ليرحمه من تلك المعاناة القاسية..

علاقتي الشخصية بالراحل الغالي ماجد لها جذور راسخة في تاريخ الصحافة الرياضية البحرينية رغم أنني كنت قد سبقته في اقتحام بلاط صاحبة الجلالة ببضع سنوات وكان هو حينها مازال يصول ويجول في الملاعب حارساً لمرمى فريق المحرق العتيد ولاعباً متألقاً في ملاعب كرة السلة حيث التقينا معاً في صحيفة «أخبار الخليج « وبعد ذلك في صحيفة «الوقت « وترافقنا في العديد من الدورات والبطولات داخل وخارج البحرين وكانت لنا العديد من اللقاءات والمشاركات في العديد من الندوات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية المختصة في الشأن الرياضي وفي كل هذه المناسبات كان الزميل الراحل نعم الصاحب الذي يتجدد عطاءً وإبداعاً ويجسد معاني الالتزام والانضباط في تأدية الواجب..

برحيل الأخ والصديق والزميل الغالي ماجد سلطان يتسع الفراغ الإعلامي الرياضي الذي كان قد بدأ برحيل الزميلين العزيزين ماجد العرادي وسلمان الحايكي باعتبارهم من جيل الرواد المؤثرين في الحركة الإعلامية الرياضية المحلية نسأل الله لهم جميعاً الرحمة والمغفرة..

لم يبقَ إلا أن نرفع أحر التعازي إلى الأخوين العزيزين محمد سلطان مذكور وحمود سلطان مذكور وأنجال الفقيد الغالي وجميع أفراد أسرته الكريمة سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد الغالي بواسع رحمته ويلهمنا جميعاً الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون..