الأتراك لايريدون نسيان التاريخ وأن لهم دولة عظمى حكمت العالم ٥٥٠ سنة امتدت من الشرق إلى الشمال حتى وصلت أصاطيلهم إلى الهند وكانت الجبايات تأتي إلى السلطان العثماني من أقاصي البلاد محملة على الجمال والفيلة وعلى السفن تصل إلى الأستانة في الباب العالي ولكن كانت هذه الإمبراطورية التي حكمت العالم. توالى على عرشها حكام فاسدون فسرعان ما انهارت وهزمت جيوشها وبدأت بالخروج من الدول التي استعمرتها دولة بعد الأخرى حتى كانت نهايتهم وإخراجهم من الجزيرة العربية علي يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه وكان آخر معقل لهم مدينة الأحساء والتي افتتحها الملك عبدالعزيز وتم ترحيل الحامية التركية إلى بلادهم عن طريق ميناء العقير وهكذا انتهت أسطورة اسمها الدولة العثمانية ولكن لهذه الدولة حلم وأطماع منذ انهيارها وقيام الجمهورية التركية على يد مصطفى أتاترك وهي ضم دول الجوار لتركيا فكانت أمام أردوغان فرص من الأهمية بالنسبة له انتهازها وهي انهيار سوريا والتدخل الأجنبي فيها وتقسيمها على يد إيران وتركيا والتواجد الروسي فيها بطلب وإذعان من الرئيس السوري بشار الأسد الذي قضى على مستقبل بلاده وقتل شعبه لكي يبقى في السلطة وكذلك التواجد التركي في العراق حيث دخلت تركيا في العمق العراقي مسافة ٢٥٠ كيلو متراً في شمال العراق والآن تنتظر تركيا حلول عام ٢٠٢٣ وهي موعد انتهاء اتفاقية سايكس بيكو واتفاقية لوزان والتي وقعت سنة ١٩٢٣ وتطالب تركيا بإعادة مدن عراقية وهي نينوى وكردستان وكركوك وبهذا تخترق تركيا دولتين عربيتين وضم أراضٍ عربية إلى تركيا ولاننسى التواجد العسكري التركي في ليبيا لحماية جماعة الأخوان التي تسيطر على نصف ليبيا إذن تركيا تريد بناء اقتصاد قوي من الدول العربية لكي تضم أراضي عربية لها وإعادة أمجاد السلطنة العثمانية تجري هذه الأحداث والمسلسلات وجامعتنا العربية تغط في نوم عميق فالخطر التركي ينبئ بكارثة كبيرة أكبر من كارثة إسرائيل التي لم تتعدَ فلسطين ولكن أطماع تركيا تفوق أطماع إسرائيل والسؤال متى ستتحرك الجامعة العربية وتدعو إلى عقد قمة استثنائية لمواجهة الأخطار والأطماع التركية هذا مايتأمله الشارع العربي والشعب العربي.

* كاتب ومحلل سياسي