مباشرة وبدون مقدمات.. ما يجري في سوق الإعلانات الرقمية أصبح لا يطاق، وبحاجة إلى قوانين وأنظمة تضبط الممارسات غير الصحيحة التي تجري في هذا المجال، والتي يقوم بها للأسف بعض الدخلاء على مهنة الإعلانات، وحتى على الإعلام.

ما يجري حالياً هو أنه كل من لديه هاتف ذكي، دشن حساباً لأي هدف من الأهداف، سواء كان هذا الحساب إخبارياً أو فنياً أو دينياً أو رياضياً أو شخصياً أو غيرها من أنواع الحسابات، ومن ثم ينشر أي شيء، ويهدف للحصول على إعلان و«الترزّق».

لا أحد يريد محاربة أحد، أو منعه من الحصول على مصدر رزق أو دخل آخر، ولكن كما جرى سابقاً بتنظيم عملية البيع عبر الإنستغرام وغيرها من مواقع السوشيال ميديا، يجب ضبط عملية الإعلان عبر هذه الحسابات أيضاً.

كم هائل نراه يومياً من إعلانات غير صحيحة، أو غير منطقية، أو مخالفة، أو مضللة، موجودة في هذا السوق، وإن تحدثنا إليهم، يكون الرد، نحن لسنا مسؤولين عن الإعلان ونحن فقط ننشر.. هذا الأمر غير مقبول أمام المستخدم وأمام الجمهور.

المشكلة الأخرى، والتي بكل تأكيد لا ترضاها الجهات المعنية، هو أن يكون يدمر هؤلاء سوق الإعلانات الرسمي، وأتذكر جيداً كيف كان يشتكي أصحاب المحلات والمطاعم وغيرها من منافسة غير شريفة كونهم يتحملون أعباء مادية لا يتحملها من هو جالس في منزله، أو العمالة السائبة، فإن الحال مشابه في الحسابات وفي سوق الإعلانات.

هذا الانفلات، ووصول سعر الإعلان الواحد لـ5 دنانير في بعض الأحيان، من قبل أشخاص ليسوا حتى هواة، هو أمر ضار وغير صحي بتاتاً، ولا يمكن السكوت عنه، وسيؤدي لتبعات كبيرة، حيث ستزداد الإعلانات المضللة، وغير المنطقية، والتي تسعى لتضليل الجمهور، كما سيختفي المحترفون، وتقل جودة العمل، ونصل لما وصلت إليه دول أخرى نرى كيف أصبح فيها سوق الإعلان محطماً.

لنا في دول الجوار عبرة، هناك من استغل عدم وجود ضوابط لسوق الإعلانات، وبدأت عمليات غسيل الأموال، وهناك من روج لمنتجات مضللة، وهناك من حطم هذا السوق، والآن يسعون لتعديل الأوضاع.

وحسناً فعلت المملكة العربية السعودية، بفرض رسوم على كل مشهور يريد أن يعلن عبر حسابات التواصل الاجتماعي، وأنا أرى ضرورة أن يكون هناك قوانين منظمة، وشروط للسماح بتقديم الإعلانات للجمهور.

آخر لمحة

ردي المباشر على كل من يقول بأن «خلهم يترزّقون»، هو أنه كما لا نرضى أن يمارس عمل الطبيب من لم يدرس الطب، فإنه يجب ألا يمارس الإعلان أو الإعلام من لا يحمل مؤهلاً للدخول في هذا التخصص.