إذا أردت أن تعرف ماذا يدور في العراق فعليك أن تعرف ماذا يدور في ليبيا التي كانت قبل 2003 شرارة الخريف العربي، لكن الدول الغربية طورت الشرارة إلى أن أصبحت نيران الصيف العربي، ولكن من هي الفئات المتقاتلة في العراق وليبيا وسوريا واليمن؟ إنهم الأشقاء أبناء العمومة، أبناء اللحمة العربية الواحدة يتقاتلون ويموتون لكي يعيش عدوهم.

الأوامر تصدر من إيران الفارسية إلى الأمة العربية أن اقتلوا بعضكم، ورموز الخونة من العراقيين أمثال المالكي ومقتدى الصدر يصدرون الأوامر لأتباعهم من الجهلة والطائفيين والمغرر بهم أن يقتلوا ويدمروا ويسلبوا إرضاء للفارسيين.

هذه الدماء التي تناثرت على الأرض فداء لإرضاء إيران كانت بالأمس تتناثر في حرب العراق مع إيران، وكان الأشقاء وأبناء العمومة من سنة وشيعة في خندق واحد يواجهون عدوا مشتركا واحدا هو إيران حتى حققوا النصر المبين، وانهزمت إيران وتناثرت دماء جنودها.

واليوم إيران تحارب الأشقاء بعضهم ببعض. العراق التي قضت عليه أمريكا ودمرته وسلمت ما بقي منه للعدو الإيراني ليكمل المهمة والقضاء على ما تبقى، ومثل العراق في سوريا واليمن وليبيا والدول أمريكا وإسرائيل تتفرجان وتركيا وإيران تنهشان من أطراف الدول العربية.

أما العرب فقد قرروا عقد قمة عربية عاجلة، واتخذوا حيالها القرار التالي. نظرا للمشاهد المؤلمة في العراق وليبيا وسوريا فقد قررنا بدلاً من إرسال الجيوش العربية لاحتواء الموقف المتدهور وإنهاء الاقتتال ومواجهة تركيا وإيران فقد قرر العرب تأجيل قرارهم إلى وقت آخر؛ لذا فالعرب اتفقوا على أن لا يتفقوا.

والسؤال لماذا لا تكون قمة صارمة وحاسمة تتولى المملكة العربية السعودية قيادتها وتكوين جيش عربي موحد ينطلق إلى كل الدول العربية التي يوجد بها العدو المتربص. ويطرد العدو. لو اتفق العرب على هذا المبدأ جميعهم دون تخلف أحد منهم لن تستطيع أمريكا ولا أوروبا أن تقف أمامهم.

هذا بالطبع حلم كل عربي. فهل يأتي اليوم ويتحقق هذا الحلم، وبعدها سنغني أنا العربي أنا العربي.

* كاتب ومحلل سياسي