تمثل العودة إلى المدارس، بعد عامين من الانقطاع بسبب جائحة كورونا، تحدياً مادياً ونفسياً للطلبة وأولياء الأمور على حد سواء، وهو ما أشرت له في مقالة سابقة، حيث تولت الحكومة وبتوجيه كريم من جلالة الملك المعظم تحمل جزء من الأعباء المالية عن أسر الطلبة في المدارس الحكومية.

أما من الناحية النفسية؛ فقد تولد لدى كثير من الطلبة على مدى العامين الماضيين مجموعة من الضغوط النفسية لم يكونوا مستعدين لها، تمثلت في الخوف من المرض والقلق على سلامة الأهل والأصدقاء، وصعوبات التكيف مع الإجراءات والاحترازات، وصولاً إلى التكيف مع التحول للتعليم الإلكتروني والتعلم عن بُعد.

وتشير إحصائية للمركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية، حول عودة الطلبة إلى المدارس بعد الجائحة، إلى ارتفاع معدلات حجز الأطفال في المستشفيات لأسباب متعلقة بالصحة النفسية بأكثر من 25%، كما أفاد أكثر من نصف المراهقين بين 11 إلى 17 عاماً عن اختبارهم لأفكار مؤذية أو انتحارية في سياقات متصلة بظروف الجائحة.

ولا شك أن أمر صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بإقامة يوم تعريفي بكافة المدارس الحكومية لأولياء الأمور سيساهم في خلق و تعزيز بيئة تعليمية مشجعة للطلبة، والتخفيف من وقع وآثار الانعكاسات النفسية عليهم، إلى جانب المساهمة في تحفيز الطلبة على التفوق والتميز في مسيرتهم الدراسية.

وانعكس حجم الاهتمام في توفير هذه البيئة الآمنة للطلبة خلال العام الدراسي الجديد من خلال الحضور الكثيف لأولياء الأمور في اليوم التعريفي الأول، يوم الأحد الماضي، والذي تجاوز ما نسبته 86% من إجمالي أولياء أمور الطلبة المسجلين في المدارس الحكومية، حسب تصريح رسمي من وزارة التربية والتعليم، وهو ما يؤكد متانة وعمق الشراكة بين المدارس الحكومية وأولياء الأمور.

وبالتأكيد فإن توفير البيئة تعليمية آمنة حق لكل أبنائنا الطلبة لا يمكن التنازل عنه أو التهاون به، ومن أجل ذلك يجب أن تتضافر جهود الجميع؛ مدارس ومعلمين وأولياء أمور، وأخص بالذكر الكوادر التعليمية في المدارس، الذين يقع عليهم العبء الأكبر فيما يطلق عليه التربويون الفاقد التعليمي، وهو ما يفقده الطلاب من مهارات ومعلومات بسبب حدوث خلل أو انقطاع في عملية التعليم والتعلم، حيث خسر الطلبة خلال الجائحة اثنين من أهم أركان العملية التعليمية، وهما التواصل المباشر بين الطلاب والمعلمين، والتفاعل الصفي واللاصفي مع أقرانهم.

إضاءة

«كنتم أيها الأبناء في مقدمة أولوياتنا لحمايتكم والمحافظة على سلامتكم منذ اللحظات الأولى لاحتواء هذه الجائحة، واتخاذ كل ما يلزم لاستكمال عامكم الدراسي بسلاسة وأمان ونجاح، ولمواصلة القيام بواجبكم بجد واجتهاد، وأني على يقين أنكم ستحققون النتائج المرجوة كما العهد بكم».

جلالة الملك المعظم