شكلت الزيارات واللقاءات الأخيرة لجلالة الملك المعظم مع إخوانه قادة وزعماء الدول الشقيقة والصديقة، العنوان الأبرز للدبلوماسية البحرينية الرصينة القائمة على أهمية التعاون بين جميع الدول من أجل غد تنعم فيه جميع الدول والشعوب بالاستقرار والأمن والسلام.

ولاشك فإن الدبلوماسية البحرينية، والتي يقودها جلالة الملك المعظم بكل حنكة واقتدار، تعكس رؤى جلالته لعالم يسوده السلام والتعاون والأمن، ويؤكد الرفض المطلق لكل أشكال للتطرف والإرهاب، مهما كان مصدره أو دوافعه أو أشكاله.

الرسالة البحرينية، والتي يحرض جلالة الملك دائماً على إبرازها للعالم، تمثل قيم المجتمع منذ القدم حيث تعكس التسامح والاعتدال والسلام والحث على الحوار لإنهاء النزاعات، وهي ذات القيم التي قامت عليها الدولة البحرينية منذ قيامها على يد المغفور له الشيخ أحمد الفاتح.

هذه الرسالة الإنسانية النبيلة شكلت الإرث الأغلى والأعز لحكام آل خليفة الكرام، إلى جانب الحرص على تعزيز قيمة الإنسان وحفظ كرامته الإنسانية بغض النظر عن دينه أو عرقه أو جنسيته، فجاءت جولات ولقاءات جلالة الملك المعظم الأخيرة عاكسة لهذه الرسالة، سواء في القاهرة أو باريس أو غيرهما من العواصم التي تحرص على الاستماع والاستئناس برؤية جلالته الحكيمة.

ومن خلال مشاركات جلالة الملك المعظم الأخيرة في عدد من القمم التشاورية أو اللقاءات الثنائية، قمة جدة للأمن والتنمية واللقاء التشاوري في العلمين والقمة البحرينية الفرنسية، يتضح لنا بجلاء الحجم والوزن الدبلوماسي الذي تمثله مملكة البحرين في محيطها الإقليمي والدولي، وما تعنيه أن تكون البحرين حاضرة، بل ومساهمة فعلياً في البحث عن حلول لمختلف مشاكل وقضايا العالم.

الجانب الآخر من الدبلوماسية البحرينية، بكل أشكالها ومستوياتها، يتمثل في الدفاع عن قضايا الأمة العربية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والتي كانت ولاتزال على رأس اهتمام جلالة الملك، حيث أكد جلالته في أكثر من مناسبة على ضرورة حل القضية الفلسطينية وفق المرجعيات الدولية، وبما يحقق الأمن والاستقرار لكافة شعوب المنطقة، ويضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على حدود السادس من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ولاشك أن المتتبع للحراك الدبلوماسي البحريني، منذ تولي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم، يدرك الحرص الكبير الذي يوليه جلالته بأن تكون البحرين حاضرة ومؤثرة في كل المحافل الإقليمية والدولية، ليس من أجل الحضور فحسب، بل لما تملكه من قدرات على إدارة الأزمات وفق رؤى قائمة على تعزيز فرص السلام والتقارب، بل وخلق توافقات حول مختلف القضايا والملفات، إلى جانب تعزيز الشراكات مع دول العالم والمنظمات الدولية للوصول إلى رؤية موحدة تخدم الإنسانية بمفهومها الواسع أولاً وأخيراً.

دبلوماسية جلالة الملك المعظم الحكيمة والمعتدلة؛ ستضاف إلى كل ما تحقق من إنجازات لهذا الوطن على مختلف الأصعدة، لتبقى دروساً خالدة لكل عام على مر الزمان.