الزميل فريد أحمد حسن كتب مقالاً قال فيه إن من يسمون أنفسهم «معارضة» يضحكونني حين يفسرون كل شيء وفق أهوائهم، لا يهم المنطق والعقل، المهم أن التفسير يتماشى مع مزاجهم وما يودون ويرغبون.

تعالَ يا «بوحمد» لنتسلى بتفسيراتهم المضحكة معاً، فقد فسرت فلول 2011 مقال «الحكومة والصحافة» الذي كتبته أنتقد فيه تعامل الحكومة مع الصحافة أننا الآن نعض أصابعنا حسرة على صحيفة أغلقت كانت تمثل «التعدّدية»، واليوم أكلت بقية الصحف يوم أكل «الثور الأبيض» وانقلب السحر على الساحر ووووو.. مما يعني وفق تفسيراتهم أنهم كانوا على حق، ولكننا وقفنا ضدهم، واليوم نتحسر على تلك الأيام... ضحكت وتذكرت أغنية أصالة الجديدة «يا تهيوآته».

فعلاً حالة تدعو للشفقة، ألا يفهمون، ألا يعقلون، ألا يتدبرون أننا نتحدث عن التعددية ضمن الإطار الوطني؟ لمْ تَكُ تسمية شهداء الواجب «قتلى» لها علاقة بآراء تعددية، كانت خيانةً وطنيةً بامتياز، لم تكنْ فبركات الأخبار وتزويرها سمةً من سمات التعددية، كانت حرباً على الوطن في أيام المحن.

المساكين من قلة المتابعين وانصراف الناس من حولهم وفشلهم الفشل الذريع، ومن حرجهم أمام كوادرهم التي صدقتهم وتبعتهم وضيعت نفسها، يريدون أن يخففوا من حرجهم، فقالوا انظروا كنا على حق بس «الحظّ عاثر»!!

لا يا عمي... تفسيراتكم بلُّوها واشربوا ماءَها، وفرحتكم الزائفة تناسب كل أوهامكم وسرابكم، هنيئاً لكم بها.

أولاً الشعب البحريني والحكومة لديهم إطارهم السياسي الشرعي المقنن الذي يتحركون ضمن حدوده القانونية، لا مزايدة ولا خلاف على أن الاثنين يتمسكان بهذه الأطر، والاختلاف في الرؤى يبقى ويظل ضمن تلك الأطر، وذلك هو الحال منذ زمن طويل لا من اليوم والأمس، لم يخرج من الإطار السياسي أحد غيركم مِمّن أنكره وتجاوزه وبدلاً من اختلافه مع الحكومة اختلف مع الحكم، وبدا يحوم حول الإطار يجرب حظه في كسره وخرقه المرة تلو الأخرى لولا أن كان الشعب البحريني له بالمرصاد، وكان واعياً لكل تلك المحاولات الخبيثة.

لا علاقة لا من قريب ولا من بعيد بخلاف الصحافة اليوم مع الحكومة، وهو خلاف طبيعي جداً لرؤى وطنية مختلفة لكل منهما، كلٌّ يرى أن رؤيته هي الأصلح رغم أنهما تسعيان لتحقيق ذات الهدف، هذا الخلاف بين الصحافة الوطنية والحكومة لا علاقة له بخلاف صحافتكم وخطابكم وقناتكم الإيرانية المسماة اللؤلؤة، الصحافة الوطنية والحكومة عودان في حزمة واحدة وجنود في جيش وطني واحد.

لنا مطلق الحرية المكفولة دستورياً أن نقول إننا لا نتفق مع طريقة إدارة الحكومة لهذا الشأن أو ذاك بدليل نشر جريدة الوطن للمقال، ونحتمي بدستورنا وبدعم من جلالة الملك المعظم للحرية المَصُونَة دستورياً.

الصحافة والحكومة يتنافسان على تقديم الأفضل والتعددية التي ننشدها لن تخرج عن الأهداف الوطنية مهما تباينت الآراء، ولنا الحرية الكاملة في انتقاد أو حتى رفض أسلوب الحكومة في تغطية أخبارها، وهذه من مكاسبنا التي كانت ومازالت أهدافاً وطنية نتمسك بها ونحارب من أجل الحفاظ عليها.. إنما (اشعرفكم أنتم بالأهداف الوطنية)؟!