بعد ما يزيد عن عقدين من الزمن منذ انطلاق المشروع التنموي الشامل لجلالة الملك المعظم، وبعد خمس دورات انتخابية منتظمة؛ ورغم ما تحققت من منجزات سياسية واقتصادية ودولية.. فلايزال في جعبتنا الكثير من الأحلام والطموحات التي نسعى لها، إيماناً بقدرات هذا الشعب على الإبداع والتميز بما يحمله من قيم ورؤى وبما يملكه من حب وولاء وانتماء إلى هذه الأرض وقيادتها الملهمة.

واليوم؛ ومع احتفال العالم باليوم الدولي للديمقراطية، والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2007، بهدف تعزيز قيم ومبادئ الديمقراطية حول العالم، لا بد أن نتوقف للحظات للنظر إلى الخلف لتقييم مسيرتنا الديمقراطية التي انطلقت برؤية قائد وإجماع شعبي على ميثاق العمل الوطني.

فعلى مدى السنوات الماضية تم إجراء خمس دورات انتخابية بشكل منظم، تميزت بمستوى عالي من النزاهة والشفافية والحيادية، بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء وكل مراقب ومتابع للشأن البحريني، وها نحن اليوم نقف على أعتاب الدورة الانتخابية السادسة، والتي ستشهد، حسب تقرير لصحيفة الوطن، أكبر عدد من المنافسين على مقاعد مجلس النواب والمجالس البلدية.

أما على مستوى الحريات وحقوق الإنسان؛ فلا يمكن لأحد أن ينكر ما حققته البحرين في هذا الشأن عبر إنشاءها للعديد من المؤسسات الوطنية الراعية لحقوق الإنسان، إضافة إلى تأصيل الكثير من الممارسات المرتبطة باحترام حقوق الإنسان وحرياته، كأحد أهم عناصر الديمقراطية؛ إلى جانب ترسيخ العملية الديمقراطية وسيادة القانون ودعم السلم الاجتماعي وإرساء مبادئ الشفافية والمساءلة ونشر ثقافة حقوق الإنسان.

ولأن الديمقراطية وحقوق الإنسان لا تنفصل عن واقعه الاقتصادي والمعيشي، فرغم ما مرت به البحرين والعالم من ظروف وتحديات استثنائية، لا تزال البحرين تواصل سعيها الدؤوب لتحقيق أهداف برنامج التوازن المالي، بالتوازي مع تحقيق معدلات نمو متصاعدة عبر استقطاب مزيد من الاستثمارات وتنويع مصادر الدخل، إضافة إلى العمل على دعم مجموعة من البرامج الهادفة إلى تنمية وتعزيز قدرات المواطن في سوق العمل، سواء عبر تطوير مهاراته وإمكانياته الوظيفية أو من خلال تشجيع الشباب على الشروع في بناء مشاريعهم الخاصة.

وفي هذا العام يُحتفل باليوم الدولي للديمقراطية تحت شعار «حرية وسائل الإعلام للديمقراطية وللسلام ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة»، لا بد لنا أن نستذكر ما حققه إعلامنا الوطني ليكون الصوت الحقيقي المعبر عن الوطن والمواطن، والعاكس لأحلام وتطلعات كل أبناء الوطن، بفضل الرعاية والاهتمام الذي يوليها جلالة الملك المعظم لهذا القطاع الحيوي، إيماناً بأن لا ديمقراطية حقة دون إعلام حر ومستقل..

إضاءة

«لا ديمقراطية دون صحافة حرة.. ولا حرية دون حرية التعبير.. فلنتكاتف في يوم الديمقراطية وكل يوم في سبيل ضمان الحرية وحماية حقوق الناس كافة في كل مكان». أنطونيو غوتيريش؛ الأمين العام للأمم المتحدة