التحريض الذي يمارسه من الخارج أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» لمقاطعة الانتخابات النيابية والبلدية المقبلة لن يؤدي إلى التأثير عليها ومقاطعتها كما يحلمون حتى لو وضع النظام الإيراني -والدول والتنظيمات الإرهابية التي تسير في فلكه- كل ما يمتلك من أدوات وقدرات وترسانة إعلامية تحت تصرفهم، فشعب البحرين تعلم الدرس جيداً بل جيداً جداً ولا يمكن أن يلدغ من جحر فبراير 2011 مرة أخرى، ولا يمكن التأثير عليه ببيانات إنشائية كالتي صدرت أخيراً عما كان يعرف بجمعية «الوفاق» ولا بالتصريحات الفارغة التي تمنح الفضائيات التابعة للنظام الإيراني أصحابها مساحات وافرة وفرصاً لا عد لها بغية الترويج لفكرة أن كل «أطياف المعارضة صارت على قلب رجل واحد وأن قرارها واحد وأن شعب البحرين سيقاطع الانتخابات المقبلة وأنها ستفشل لا محالة».

البحرين ستعيش العرس الديمقراطي من جديد وسيعمل الجميع على إفشال تلك الدعوات الناقصة والمساهمة بفاعلية في المسيرة الديمقراطية التي لن تتوقف أياً كانت درجة حرارة تلك التصريحات وتلك البيانات وأياً كان حجم الحقد الذي ينفث من خلالها.

باستثناء أولئك الذين لا يزالون يعانون من عملية التخدير التي تعرضوا لها قبل عشر سنوات ونيف ولا يزالون غير مدركين لما يراد بهم ولهم -وهم قلة ويتناقصون يوماً بعد يوم- سارع كل من له حق الانتخاب إلى التأكد من وجود اسمه في جداول الناخبين الذي بدأ عرضه الخميس الماضي وهو موعد انطلاق شعب البحرين نحو المرحلة الجديدة التي ستشهد إنجازات تضاف إلى الإنجازات التي تحققت «منذ انطلاقة المسيرة الإصلاحية التنموية الشاملة والمستدامة» ومنذ «تبني المبادئ الرفيعة التي تعزز دولة القانون والمؤسسات وبناء أسس دستورية عصرية وحضارية انبثقت من ميثاق العمل الوطني ودشنت عهد الإصلاح السياسي والحياة الديمقراطية».

لن يفلح الساعون إلى الإضرار بالانتخابات لأنهم انكشفوا لهذا الشعب الذي لا يمكن أن يلدغ من الجحر ذاته خصوصاً وأنه لا يزال العديد ممن لدغوا من ذلك الجحر يعانون ويتألمون ويتحسرون.