تحاول فئة معينة تصوير أننا كبحرينيين نبالغ حينما نحتفل مع السعودية بيومها الوطني بالطريقة التي ترونها دائماً كل عام، والتي تتطور وتتجدد مثلما ترونها اليوم بالتحديد.

والحق يقال بشأن هذه الفئة، إذ هي بمنأى عن البعض الذي لا يدرك أبعاد العلاقة البحرينية السعودية، أو لا يستوعب ما الذي تمثله السعودية للبحرين، إذ لجهل كافة الأمور أحكام لا توفي الواقع حقه، وهناك من يجهلون، لكن عندما يعلمون بالحقائق والخلفيات التاريخية تراهم يقفون احتراماً وتقديراً، وسيعرفون تماماً ماذا يعني اسما البحرين والسعودية حينما يوضعان جنباً إلى جنب.

بينما في جانب آخر يتضايق جداً من يضمر الشر والكيد للبحرين والسعودية قيادةً وشعباً حينما يرى صور التوحد والتجانس والارتباط الأخوي، لأن توحد الأشقاء وتلاقي قلوبهم وإرادتهم تعني فشلاً مؤكداً لكل حاقد وكائد، وهؤلاء هم من يندرجون تحت توصيف تلك الفئة التي يجن جنونها حينما ترى البحرين تزدان بالأخضر لأجل السعودية، وحينما ترى السعودية تزدان بالأحمر لأجل البحرين.

اليوم بحريننا «خضراء» في كافة أماكنها ومواقعها، في المدارس والأعمال وفي المجمعات التجارية والمطاعم والمرافق الترفيهية، احتفالاً بالعيد الوطني السعودي، واحتفاءً بالأشقاء الموجودين والزائرين لنا خلال عطلة نهاية الأسبوع، وخاصة مع تزامنها مع عيدهم الوطني.

ذكرى نحتفي بها لأنها لا تمثل عيداً وطنياً خاصاً بأشقائنا فقط، بل إن تأسيس السعودية بقيادة المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله مثل منعطفاً مهماً جداً لمنطقتنا الخليجية، وبدأ معها كتابة تاريخ موحد لأبناء الخليج فيه من قصص التلاحم والتعاضد الكثير، وفيه من الارتباط الوثيق بين عائلتي آل خليفة وآل سعود ما ذكره يُشرف ويبين لك صعوبة الدخول وسطها ومساعي إقلاقها، وكذلك يكشف نوعية العلاقة المميزة والأثيرة بين شعبي البحرين والسعودية.

لو نتحدث عن تاريخ العلاقات الأخوية بين البحرين والسعودية لن تكفينا مجلدات ضخمة، لكننا كبحرينيين نختصرها كلها في «المواقف» الأصيلة لشقيقتنا الكبرى معنا، لا ننسى للسعودية وملوكها الكرام الراحلين رحمهم الله، والملك سلمان حفظه الله مواقف الرجال البواسل مع البحرين، ولا ننسى فزعة الإخوة ونخوة الفرسان ووقفة الكبار معنا، ولا ننسى أننا دائماً وأبداً سنكون مع السعودية وأشقائنا بلد واحد وعلى قلب واحد ويربطنا مصير واحد، نحن معهم في كل شيء، وهم دائماً وأبداً في ظهورنا سند وعزوة وذخر.

كل عام ومملكة القوة والعزم والحزم تعلو وترتقي إلى علو لا يضاهيها فيه أحد، كل عام والمملكة التي شعارها «لا إله إلا الله، محمد رسول الله» وعلى ترابها أطهر بقاع الأرض وبيت الله الحرام، كل عام وهي بخير ورفعة وسؤدد.

ولكل أشقائنا الزائرين لنا اليوم، من البحرين أرض الخلود والحب نقولها لكم: «بلادنا منورة بشوفتكم».