من الحقائق التي ينبغي أن يدركها أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» أنه لا اللوحة الضوئية الجدارية التي تم نصبها لتطل على الحرم الحسيني في كربلاء ولا الأنشطة التي لا تنتج سوى التعاطف اللحظي ويتم تنفيذها في تلك البلاد أو إيران يمكن أن تجعل الحكم يقبل بالتواصل معهم والاستماع إليهم، فما ينتج عن ذلك هو العكس تماماً، إذ كيف للحكم أن يصغي إليهم وهم يعملون على الإساءة إلى الوطن؟

تلك اللوحات والأنشطة وتلك البرامج التي لاتزال الفضائيات السوسة، الإيرانية وتلك الممولة من النظام الإيراني وتتقدمها قناة «العالم» التي وصلت إلى مرحلة اللجوء إلى الأرشيف لإعادة بث ما بثته قبل سنوات من باب «حتى لا ننسى» يمكن أن تعود عليهم بالنفع. كل هذا لا يحقق سوى أمر واحد هو شعورهم بأنهم فعلوا شيئاً وأنهم لايزالون في الساحة ويأملون أن تتحقق أهدافهم وغايات من يقف من ورائهم ذات يوم ولعلهم يتمكنون من المحافظة على من لا يزال دون القدرة على مواجهة نفسه والواقع والحقيقة ويقول لهم كفى لقد ضيعتمونا وضيعتم مستقبل أبنائنا.

ترى ما الذي جنوه من خطابات حسن نصرالله الذي أقحم نفسه في مشكلة بحرينية لا علاقة له بها؟ واقع الحال يبين أن كل أو جل خطاباته الأخيرة خصص فيها فقرة للدعوة إلى دعمهم لكنها ورغم كل شيء لم تنفعهم لأن العالم صار يتساءل عن علاقته بهم ولماذا يروج حزبه التابع للنظام الإيراني لهم ويدافع عنهم؟

من جديد، كل هذا الذي يمارسونه في الدول التي يتواجدون فيها ويستغلون قوانينها والقوة الناتجة عن سيطرة النظام الإيراني على بعض مفاصلها ويستفيدون من الميليشيات التابعة له لا يمكن أن يعود عليهم بمفيد. ومن جديد أيضاً، ما يفيدهم هو البحث عن السبل التي يمكن أن تفتح لهم الباب الذي يجعل الحكم يقتنع بأنه لا بأس من الاستماع إليهم.