لقد فتحت المؤسسات التعليمية أبوابها لاستقبال الطلبة، وذلك بعد انقطاع الطلبة عن المقعد الدراسي في فترة انتشار جائحة كورونا (كوفيد 19)، منذ عام 2020 وحتى عام 2022، واتجهت المؤسسات التعليمية في جميع دول العالم إلى مواصلة العملية التعليمية عن بُعد، وبذلك ابتعد الطالب عن التفاعل الاجتماعي المباشر مع الآخرين كالتفاعل مع المعلمين والطلبة والأصدقاء. واليوم وبعد أن عادت الأمور إلى مجاريها، وعاد الطالب للموقف التعليمي التفاعلي، والوسط الاجتماعي المدرسي، باتت الفرصة متاحة لتنشئة الطلبة على مهارات السنع.

فلطالما تحدثنا عن أهمية تعويد الأبناء على مهارات السنع البحريني، ونقصد به بالسنع البحريني أنه حزمة من الآداب والعادات والتقاليد في التعامل مع الآخرين كالكبار سناً أو مقاماً أو الضيوف أو الأصدقاء أو غيرهم، وبمعنى آخر «الإتيكيت البحريني»، وقد اجتهد العديد من المهتمين بالإتيكيت البحريني في إصدار الكتب التي توثق آداب التعامل مع الآخرين وآداب الضيافة، والأخلاقيات.

ولعل عودة الطلبة إلى المدرسة فرصة لتعويد الطلبة على السنع البحريني، فالمدرسة وسط اجتماعي تفاعلي يتيح للطالب اكتساب المهارات الاجتماعية وأهمها السنع البحريني أو الإتيكيت البحريني. فهناك فرصة لإدماج مبادئ السنع البحريني في المناهج الدراسية، سواء كانت الكتب الدراسية أو في الأنشطة الصفية أو للاصفية، وكذلك تعويد الطلبة على مبادئ السنع البحريني خلال يومهم الدراسي، كآداب التحية، وآداب الاعتذار، والتشارك في تناول الوجبات مع الأصحاب وغيرها من الآداب، ومما لاشك فيه أن الأنشطة الطلابية تتيح فرصة جيدة لتعويد الطلبة على السنع البحريني سواء خلال الحركة الكشفية أو لجان الأنشطة الطلابية، بما فيها من تفاعلات كاستقبال ضيوف المدرسة، والاعتزاز بالتقاليد كارتداء الزي البحريني، ومن هنا نتمنى تركيز القائمين على العملية التربوية التركيز على تعزيز مبادئ السنع «الإتيكيت البحريني» من خلال الأنشطة اللاصفية المدرسية كالحفلات والرحلات العلمية والبرامج الذي ينظمها القائمون على مركز مصادر التعلم بالمدرسة، ومما لاشك فيه أن غرس الشعور بالاعتزاز بالسنع البحريني لدى الطالب وتشجيعه على نشره بين زملائه، ومع من يتعامل معهم من خارج البحرين سواء عن طريق الإعلام الاجتماعي أو من خلال الأسفار، لهو أمر مهم وهو يشكل جزءاً من وسائل الحفاظ على الهوية البحرينية.. ودمتم أبناء قومي سالمين.