إنني أستذكر بكل فخر واعتزاز وحب، ذلك اليوم السعيد، عندما استقبل صاحب العظمة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين، الذي حكم البلاد في الفترة من 1869 إلى 1923، حيث استقبل عظمته رحمه الله تعالى الإمام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود في بيته في المحرق، وكانت الزيارة بغير ميعاد، وبمعيته ابنه عبدالعزيز وبعضاً من أهله ورفاقاً له، كانت تلك الزيارة هي أساس الرباط الوثيق بين الأسرتين الخليفية والسعودية، التي امتدت من ذلك الزمن إلى حاضرنا المعاش في عهد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وعهد خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهما الله تعالى، وبمساندة وليي عهديهما صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهما الله تعالى، وبمساعدة وإسناد من الشعبين الكريمين البحريني والسعودي.

إن هذه العلاقة القوية تقوم على أسس راسخة، فالأصل واحد والدين الإسلامي واحد، واللغة العربية واحدة، والمصير مشترك، يعززه مجلس التعاون لدول الخليج العربية بملوكهِ وأمرائهِ ورؤسائه ووحدة الكلمة والإخلاص لهم، فلا غرو ولاعجب إن اتحدت القلوب على حبهم وشد أزرهم من قبل المواطنين قاطبةً، ولمسنا وعايشنا سعيهم الدؤوب والتفاني في بناء دولنا وتقدمنا في سِلّم الحضارة والتعليم وتوفير أسباب العيش الكريم لنا، وإنشاء جيش قوي يصون استقلالنا ويؤمن الاستقرار للجميع.

وتسهيلاً لانتقال المواطنين، حلّت البطاقة الذكية محل جواز السفر. وإذا كانت المملكة العربية السعودية تحتفل هذه الأيام بعيدها الوطني المجيد، الذي أسسه ووضع أركانه القائد العظيم المنصور بالله تعالى، الملك الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه، موحد الجزيرة ومهندس نهضتها الحديثة الشاملة، حتى غدت مثالاً في علاقة الملك بشعبه، ونبراساً يحتذى به عالمياً. فإن العيد الوطني السعودي الذي يصادف الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام، هو عيد لنا في البحرين وفي كل دول مجلس التعاون، فإننا تبعاً نشاركهم هذه الفرحة العزيزة وهذا الاحتفال.

فالأعياد قاسم مشترك بيننا حكومةً وشعباً وستدوم هذه العلاقة على مدى الزمن، وستزداد ثباتاً وديمومة بإذن الله تعالى.