تنتهج دولة الإمارات العربية المتحدة طرقاً سلمية ودبلوماسية وحضارية في المطالبة بجزرها الثلاث التي تحتلها إيران منذ 1971 -طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبوموسى- وفي كل مرة تجدد دولة الإمارات مطالبها المشروعة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وتقدم ما يثبت بأحقيتها لهذه الجزر، والتاريخ يشهد بذلك، فالانتداب الإنجليزي لدولة الإمارات ومنطقة الخليج شاهد على تبعية الجزر لدولة الإمارات وشاهد أيضاً على الاحتلال العسكري الإيراني، خاصة وأن الحكومة البريطانية آنذاك على علم واطلاع بالحشد العسكري الإيراني لاحتلال الجزر الإماراتية قبل انتهاء الانتداب بفترة جداً بسيطة، وهذا يدل على أن الحكومة البريطانية باركت هذا الاحتلال وكانت قاصدة أن تخلّف بعض الفوضى في المنطقة، فالهدف من الانتداب كان حماية مصالحها وحماية المنطقة، أما مصالحها فقد ركزت على ذلك لآخر نفس في المنطقة، وأما حماية دولنا لم تعمل بها على الوجه المفترض منها، فالحكومة البريطانية لم تحمِ الأراضي الإماراتية من الاحتلال الإيراني بل تنحّت جانباً ومازالت بعض المواضيع السياسية والحدودية عالقة، فمن منطلق هذا التكتيك جعلها دائماً حاضرة في المنطقة.

وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي السيدة ريم الهاشمي جددت مطالب دولة الإمارات العربية المتحدة إنهاء احتلال إيران للجزر الثلاث، وسبقها الكثيرون بالمطالبة المشروعة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالتأكيد لن تستكين دولة الإمارات بالمطالبات حتى يسترجع أصحاب الحقوق جزرهم فهي أراضٍ إماراتية. استمرار إيران لاحتلال الجزر هو انتهاك واضح للحقوق والمواثيق الدولية وعدم احترام لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة والقوانين الدولية.

على الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تضع ميثاقها بعين الاعتبار، فإرساء الحقوق أهم معيار لتحقيق السلام والاستقرار في كل مكان، وعليها ألا تكيل بمكيالين، فالحقوق لابد وأن تعطى لأصحابها دون تمييز، وعليها عاتق ومسؤولية كبيرة في إنهاء الاحتلال الإيراني للجزر، وإلا ما أهمية تأسييها إن كان البقاء للأقوى هو معيار لثباتها، فالتوطين الإيراني في الجزر وإقامة المنشآت ليسا دلالة على أحقية إيران للأراضي الإماراتية، وعلى أثر ذلك على مجلس الأمن والمجتمع الدولي والحكومة البريطانية أيضاً مسؤولية تسوية موضوع النزاع كون بريطانيا شاهد عيان على ما حدث من انتهاك إبان الانتداب الإنجليزي.

كلمة من القلب

طيب الله ثراه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حكمته عظيمة في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة كدولة اتحادية، فالاحتلال الإيراني لجزر الإمارات جعل من الاتحاد ضرورة لصد الأطماع الأجنبية لبلادهم والوقوف على سبل السلام التي تقود البلاد والمنطقة إلى استقرار وأمان.