عندما سئل الرئيس الإيراني ووزير داخليته وآخرون من المسؤولين في النظام الإيراني عن الذي يحدث في إيران والقسوة التي يتعامل بها رجال الأمن مع المتظاهرين قالوا ما ملخصه إن علينا أن نفرق بين الذين يخرجون للتعبير عن المطالب المشروعة وبين مثيري الشغب. أي أن الأمن الإيراني تعامل مع المتظاهرين بعد أن تبين له أنهم من مثيري الشغب وأنهم موجهون من الخارج وأن غايتهم الإطاحة بنظام الحكم. وهذا كلام يحتاج إلى وقفة.

ذلك أن معنى ما قالوه هو أن النظام الإيراني اعتبر ما حدث في البحرين في فبراير 2011 تعبيراً عن مطالب معيشية ليس إلا وأن الذين خرجوا لم يمارسوا الشغب وأنه لولا هذا لما وقف النظام الإيراني معهم مؤازراً وداعماً حتى اليوم. وهذا غير صحيح مطلقاً لأن ما قام به أولئك في ذلك العام لم يكن كذلك وإنما كان شغباً واعتداء على الملكيات العامة والخاصة وأدى إلى تضرر الكثيرين وصولاً إلى إزهاق أرواح بريئة.

ما قاله المسؤولون الإيرانيون يؤكد أن نظامهم يؤمن بأن من حقه التدخل في شؤون الدول الأخرى ودعم مثيري الشغب فيها ولكن ليس من حق الآخرين التعاطف مع الفئات المظلومة في إيران من الذين خرجوا للتعبير عن عدم رضاهم عن الذي صاروا فيه واعتبار ذلك شغباً يستوجب القمع والقتل.

ليس صحيحاً ادعاء النظام الإيراني بأن الذي يجري في العديد من المدن الإيرانية منذ أكثر من أسبوع هو نتاج تحريض وخطط تنفذها «إسرائيل وأمريكا.. وأعداء إيران» بغية الإطاحة بالحكم، فالإيرانيون خرجوا بعدما ضاقوا وذاقوا الويلات على مدى أربعة عقود ونيف وعمدوا إلى الاستفادة من الجريمة البشعة التي تعرضت لها مواطنة كل ذنبها أنها لم تضع الحجاب على رأسها بطريقة تقتنع بها «شرطة الأخلاق» فكانت الشرارة التي ظلوا في انتظارها.

ما يجري حالياً في إيران يعني أنه حان الوقت ليذوق النظام الإيراني ويلات صنيعه في الشعب الإيراني وفي دول المنطقة.