وأنا أكتب بإسهاب الجزء الأول من المقال، عن مشروع حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، تفاجأت في نفس اليوم بخبر المكرمة الملكية لدعم الأسر في تحمل عبء المصاريف المدرسية بدعمها بقسيمة لكل طالب، ونعبر كمواطنين واقتصاديين عن مدى نموذجية المشروع الإصلاحي لجلالته الذي يلائم جميع المتغيرات العالمية والاقتصادية عبر حكمته وروعة خطاب الأمل الذي يحدث فارقاً كبيراً جداً، على الرغم قساوة المناخ الاقتصادي خصوصاً بعد أزمة كورونا (كوفيد 19).

مازال جلالة الملك المعظم، صانع البرنامج الإصلاحي وملهم الجميع بحكمته وإحياء الأمل فينا جميعاً، فنحن قادرون على تجاوز جميع الصعوبات مع التطور الطبيعي لمنهجية الحياة، وبالتأكيد كان الأمس صعباً وغداً سوف يكون أصعب ولربما يكون المستقبل أشد صعوبة، لكننا نستطيع ترسيخ حب العمل والأمل في الأجيال القادمة عبر استثمار مبدأ الأمل في هذه الأجيال وهو نفسه الأمل الذي بعثه جلالته للجميع عندما تسلم جلالته مقاليد الحكم في العام 1999، حيث شهد الجمهور استقبال جلالته بحفاوة بالغة سجلت للتاريخ.

باختصار، إن ولادة المشروع الإصلاحي الذي أطلقه جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه بخطاب الأمل الذي ألهم الكثيرين كما تحضرني الذاكرة في ذلك الوقت.. ذلك الأمل الذي جعل من الناس تغير الكثير من مسارات حياتها وحث الكثير من المغتربين بالرجوع والاستثمار في هذا البلد المعطاء الذي نحمل له الكثير من حقه في استرداد ولو جزء بسيط من استثماره فينا ليقوم بدوره بالاستثمار في الأجيال القادمة بكل تأكيد.

في مقالتي اليوم، لم أطل الحديث كثيراً عن القسيمة المدرسية بقدر إسهام الموضوع ككل في حركة الأسواق وانتعاش نفسية الشارع وهي الدينامو الفعال لمبدأ العرض والطلب اقتصادياً، حيث إن النفسية المصاحبة لمزاج الشارع هي الفيصل لمبدأ العرض والطلب وبالتالي انعكاسه وأثره على حركة الاقتصاد والأسواق والذي تم تحريكه من مكرمة واحدة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه.

عودة الحياة بقوة، مع قرار عودة التعليم الحضوري هو انتصار لمعركتنا في البحرين على تغييرات الحياة التي تريد النيل منا ولما أنجزناه طيلة السنوات الماضية أو وقف التطور الكبير جداً عن طريق شل حركة التعليم أو الإنجاز أو إيقاف الأمل بداخلنا.

ومازلت أكرر، إن الأمل نفسه المصاحب لمشروع جلالة الملك المعظم الذي تم زرعه فينا، قلب الكثير من الموازين في نفس البلد ونفس الموارد المحدودة ونفس المشاكل من بطالة وإسكان وصحة إلى آخره مع ضرورة إدراك فن صناعة الأمل والخطاب والذي بلا شك نتعلمه من جلالته.

* سيدة أعمال ومحللة اقتصادية