خصصت إدارة الأوقاف السنية خطبة الجمعة في الأسبوع الماضي للحديث عن دور المعلم ومكانته، ولا ينكر هذا الدور أي شخص ذي قلب سليم، فللمعلم التبجيل والتقدير والمكانة الرفيعة.

ولكن على الجانب الآخر من أركان العملية التعليمية، نجد ما يكدر العلاقة بين التعليم وأولياء الأمور، حيث تتبارى بعض المدارس الخاصة في زيادة إيراداتها الدراسية بشتى أنواع الأفكار والحيل، لتصل بتلك المكانة النقدية إلى أعلى مستوياتها عند نهاية العام الدراسي.

فقد جاءتني صرخة ولي أمر متعجباً من رسالة أتته من مدرسة ابنه الخاصة جاء نصها «نتطلع بشوق لوصول «أبنائنا» إلى أعتاب التخرج، ونود أن نذكركم بأن المدرسة لديها ترتيبات مسبقة لعملية تخرج «أبنائنا»، لذلك فإننا «كأسرة واحدة» نفتخر بتخريج الفوج، ولتنظيم هذا «الحدث المهم» نود من حضراتكم التأكيد على أن أبناءكم سيكونون ضمن هذا «الحفل المهيب» من خلال تأكيد المشاركة ودفع رسوم 400 دينار». والملاحظ في الرسالة تأكيد المدرسة على كلمة «أبنائنا» و«أسرة واحدة» وكأنها ستشارك في دفع النصف الآخر من الرسوم، وفي ختام الرسالة تستدرج الطلبة بوصف الحفل بـ«المهيب» حتى لا يتمكن ولي الأمر من الهرب أو التنصل، فكيف له أن يحرم ابنه من حفل «مهيب» لمدة نصف ساعة؟

وقد يرد البعض بأن المدرسة تركت الحرية في الاختيار بين المشاركة أو عدمها، لكن المدرسة تعلم تماماً بأن ولي الأمر سيضطر للإذعان حتى لو اقترض المبلغ أو باع بعض حاجياته، فلا تنسَ أننا «أسرة واحدة» وهذا «حفل مهيب» يليق بأبنائنا الطلبة.

ولا تخلو أيام الدراسة أيضاً من بعض الحفلات والرحلات والمشاركات ذات القيمة العالية من المدفوعات، والتي تتضمن إذعاناً غير مباشر لدفع تكاليفها، وبحسبة بسيطة فقد يجد ولي الأمر نفسه قد دفع نهاية العام الدراسي مبلغاً يستوي مع مصروفات الجامعة لطفل في عامه الرابع أو الخامس.

هذه الرسالة تحتاج لإعادة توجيه إلى وزارة التربية والتعليم، لكي تضع حدوداً لمثل هذه الممارسات التي تسيء للعملية التعليمية، وتحاول استنزاف جيب المواطن والمقيم بطرق ملتوية لا يستطيع معها ولي الأمر الرفض، فإن كانت هناك رقابة على جودة التعليم وكفاءة المعلمين، يجب أيضاً أن تخضع رسوم تلك المدارس للرقابة التفصيلية، لا أن تترك لتقدير كل مدرسة.

وحتى يبقى التعليم والمعلم والمدرسة مكرمين ومقدرين ومحترمين من الجميع، فيجب أن يتنزه العلم عن سرقة الجيوب بأسماء وهمية ونزعات انتهازية، ولا يتحول التعليم إلى سلعة تحمل اسم ماركة عالمية وتلهث وراءها بعض الأسر والمحصلة النهائية ولي أمر بديون وطلاب بدون عمل.

* قبطان - رئيس تحرير جريدة ديلي تربيون الإنجليزية