اللقاء الذي عقده وزير الداخلية مع كافة أطياف المجتمع ممثلة بمجالس البحرين من كافة مدنها وقراها كان صداه إيجابياً وباعثاً على الطمأنينة والثقة بإمكانيات هذه الوزارة ودورها الذي لا يقتصر على الأمن وحفظه فقط، بل تعداه عبر الشراكة المجتمعية وتم من خلاله استعراض الإنجازات والتي هي بالفعل إنجازات ملموسة على أرض الواقع، كما أتيحت الفرصة للحضور للتعبير عن مقترحاتهم وملاحظاتهم، وهذا بلاشك سُنّة حميدة وجانب أساسي من جوانب الديمقراطية الحقة والشراكة الفاعلة، مما يولد الإحساس لدى العامة بأن الجميع شركاء في البناء والتنمية وأن الدور لا يقتصر على الجهات الرسمية فقط بل يتعداه ليشمل المواطن وحتى المقيم.

مثل هذه اللقاءات الدورية والمباشرة والتي تجمع قمة الهرم في الوزارات بالمواطنين، ووزارة الداخلية هنا كمثال، من شأنها أن تمحو وتغمد محاولات المتربصين والحاقدين والباحثين أو المفتعلين للأزمات وتجعل المواطن هو من يتصدى لهم قبل أي جهة رسمية، كون المواطن في هذه الحالة على اطلاع تام بكافة الجهود والخطط والمنجزات، وهذا لن يتحقق لولا هذه اللقاءات التي يجتمع من خلالها الأهالي والمجالس الأهلية بقيادات الوزارات ويطّلعون من خلالها على الجهود المبذولة عبر الإحصائيات والأرقام بكل شفافية ومصداقية.

ماذا لو استنسخت تجربة وزارة الداخلية والتقى الوزراء بالأهالي والمواطنين للحديث مع الأهالي والفعاليات المجتمعية والمجالس الأهلية كل فيما يخصه، فيلتقي وزير التجارة بالفعاليات الاقتصادية والمجالس الأهلية لينقل لهم جهود وزارته وكوادرها في حفظ الأسعار والأمن الغذائي والخطط المستقبلية عبر لغة الأرقام، ويستمع بالمقابل إلى الآراء والملاحظات، وكذلك هيئة تنظيم سوق العمل والتي باتت الفيزا المرنة حديث الشارع بعد توجه بعض الجنسيات الحاصلة على ذلك النوع من التأشيرات إلى التسول وتحولها من حالات فردية إلى ظاهرة مرعبة.

ماذا لو عقدت وزارة السياحة اجتماعاً دورياً توضح من خلاله الخطط القادمة في استثمار السواحل وتهيئتها للمواطنين والمقيمين والسيّاح، والإفصاح عن البرامج القادمة.

وقس على ذلك وزارة الإسكان وكذلك البلديات وأيضاً الأشغال وغيرها من الجهات الحكومية ذات الاتصال المباشر مع المواطنين، عندها سيكون المواطن هو خط الدفاع الأول ضد الشائعات وضد المتربصين وضد الجاحدين وضد أي صوت نشاز يحاول النيل من مكتسبات الوطن.

سياسة وزارة الداخلية أتمنى أن تُعمَّم وتكون ظاهرة إيجابية للتواصل الفعلي والمباشر، وإن عُمِمّت فسترون مردودها الإيجابي على توجهات الرأي العام.