تشرفت خلال الأسبوع الماضي بتلبية دعوة كريمة من هيئة تنشيط السياحة في الأردن وأومينس ميديا، لحضور ملتقى كلام مدينة الذي عقد في البحر الميت، بحضور أكثر من 500 مؤثر ومشهور عربي.

الملتقى هدف لمحورين أساسيين، وهما الحديث عن السياحة في الأردن وتنشيطها، بالإضافة للحديث من قبل المؤثرين عن صناعة المحتوى في مواقع التواصل، والرقابة عليها، ومعاييرها وغيرها.

الآراء المتباينة، والتجارب المختلفة التي طرحت في المؤتمر، أثرت جلسات النقاش فيه، وكانت تعكس واقعاً نعيشه في مواقع التواصل بمختلف المحتوى المطروح فيها.

أهم ما استنتجته شخصياً من هذا الملتقى الكبير، هو ضرورة دعم المؤثرين وصناع المحتوى من قبل الجهات المختصة، فصناعة المحتوى مكلفة جداً، وقد يضطر المؤثر إلى تقديم محتوى غير مناسب، أو دعاية سيئة فقط ليحصل على أموال يصرف بها على نفسه ومحتواه.

ومن أهم ما قيل في المؤتمر، هو أن الرقابة تقتل الإبداع، وأن 0.5% فقط من المحتوى في الشبكة العنكبوتية «عربي»، وهو ما أكد معلومة مسبقة كانت لدي.

الأهم، أن الجميع متفق، على أن رقابة الأهل على ما يشاهده أبناؤهم، وعدم تناقل الفيديوهات المسيئة، ودعم التافهين، هو الحل الأنجح لمحاربتهم والقضاء عليهم، وليس فقط الرقابة من الدولة أو السلطات المختصة.

وبعيداً عن الأجواء الرسمية، فإن تبادل الخبرات والتعارف مع هذا الكم من المشاهير والمؤثرين العرب، كان أمراً مميزاً، ويساهم بكل تأكيد في خلق شراكات جديدة لتقديم محتوى إعلامي أكبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

شهادتي بالأردن مجروحة، وما قدموه منذ وصول الوفود وحتى المغادرة عكس المعنى الحقيقي والمعدن النفيس لنشامى الأردن، وما بذلوه من مجهود كبير، يضاهي ما يقام في دول العالم.

وأعجبت أيضاً بمستوى الصراحة والشفافية في طرح المسؤولين الحكوميين وحديثهم عن خططهم لتنشيط السياحة، وما يحتاجه الأردن من مجهود، وما ينقصه، وكيف ستتم معالجته.

أما الأردن، فهو بلد سياحي جميل جداً، ومتنوع في تضاريسه وأجوائه، فتجد الأجواء الباردة جداً في المناطق الجبلية، والأجواء الحارة في البحر الميت أخفض بقاع الأرض.

مجدداً، أكرر شكري وتقديري للجهات الداعمة لهذا الملتقى، وأتمنى استمراريته في البلدان العربية، كما هو مخطط له، ليحقق الأهداف المرجوة منه.

آخر لمحة

أتمنى لو يتم طرح برامج سياحية عربية مشتركة للسائح الأجنبي المتعطش للتعرّف على حضارات وبلدان جديدة، بدلاً من وجهاته التقليدية.