بعد أن أسدل الستار بسد باب الترشح للانتخابات النيابية والبلدية 2022، وبعد انقضاء المدة المحددة لتقديم أوراق الترشح، سيكون القادم من الأيام بالنسبة للمواطنين هو التركيز على جودة المترشح، وإعطاء الصوت للشخص المناسب، حتى يتمكن المجلس القادم من أداء دوره بشكل سلس، في حال وصل الرجل المناسب للمكان المناسب.

إن رفض لجنة الإشراف على سلامة الاستفتاء والانتخاب بمحافظة العاصمة طلب الترشح لخوض السباق الانتخابي النيابي لبعض المترشحين -وربما ينسحب ذلك على بعض المحافظات كذلك- سيعطي للانتخابات زخماً أفضل. فهذه القرارات إن ظلت على ما هي عليه، وتم رفض الاستئناف فيها بشكل نهائي حسب المصلحة الوطنية، ستساهم بشكل أو بآخر بتفعيل مادة غير مرئية تعنى بجودة المترشحين بشكل غير مباشر، وعليه لن يكون بمقدور من «هب ودب» أن يقدم أوراقه للترشح في مجلس يفترض أنه يمثل صوت الشعب بشكل رزين وصادق في نفس الوقت.

من هنا، وقبل عدة أعوام، فقد طالبنا بأن تكون هناك اشتراطات صارمة جداً وقت تقديم أوراق الترشح، وأن يتمتع بها المترشح شخصياً، وأن لا يكفي خلوه من السوابق فقط، وأن يجيد التحدث والكتابة باللغة العربية، بل لابد من وجود مجموعة من المعايير القوية والاشتراطات الصعبة للمتقدمين للترشح، ليكون المجلس قوياً بقوة المتقدمين له.

إن رفض بعض الأسماء بعينها، حتى وإن كنَّا نحترم كل من تقدم للترشح، سيجعل عملية الترشح في قادم الدورات أكثر جديَّة، وسيحسب المترشح ألف حساب حين يقوم بتقديم أوراقه للترشح، حيث لامجال وقتها لأي شخص غير لائق للعملية الانتخابية أن يتقدم الصف.

نكرر للمرة الأخيرة، يجب على المواطنين أن يعطوا أصواتهم للشخص المناسب من ذوي الكفاءات، وليس للصديق أو «النسيب» أو الجار أو لمن هم على ذات المذهب ممن يصلون في مسجده، فهذه اشتراطات تصلح وقت الزواج أو حين صلاة الجماعة، وليس لأجل اختيار نائب يمثل صوت الناس كلهم.

إن هذا يسمى بمجلس الشعب، يجب أن يدخله الأكفأ والأفضل والأنسب. فلا تكرروا أخطاء الدورات السابقة في الاختيارات الخاطئة، ليأتي الناخب بعد عام من عمل المجلس، وبعد عام من اختياره المربك والغريب والغلط، لينتقد أداء المجلس، بادياً ندمه على ترشيحه لفلان، لكن، في الوقت بدل الضائع.

اختيارك للنائب هو قرارك، هو مسؤوليتك وحدك، وليس مسؤولية غيرك، ولا من مسؤولية حتى نائبك الخطأ، فالنواب ومن خلفهم البلديون، هم لم ولن يصلوا للمجالس النيابية والبلدية لولا صوتك وإرادتك ووعيك. فأحسن الاختيار، ربما يتحسن وضعك، ولو أسأت الاختيار، فالعكس صحيح أيضاً.