السياحة كلمة تطلق على السفر قديماً، سواء سياحة دينية أو تجارية أو بحثية عن علم نافع، أو تدوين ما يشاهده السائح في سفره من عادات وتقاليد الشعوب التي يزورها، وتباين التضاريس، وألوان التربة والمخلوقات وتنوعها والنباتات وجمالها، مثل البخاري ومسلم، والرحالة ابن بطوطة وداروين الباحث عن أصل الإنسان.

أما حديثاً فالسياحة صارت للترفيه والاستجمام، وقضاء أيام في دولة ما، بعيداً عن روتين العمل المعتاد في وطنه لتجديد نشاطه.

وهذا النشاط الإنساني يحتاج الى رأس مال وعقول بشرية تعرف كيف تستثمر ثرواتها أولاً، وتفتح مجالات أرحب للباحثين عن عمل في العديد من المجالات التي تستوعبها الفنادق في عصرنا الحاضر، وتحرك النشاط التجاري داخلياً، ما يستدعي إنشاء المطارات الحديثة والموانئ البحرية والبنى التحتية، بالإضافة إلى الأسواق الكبيرة التي تتوافر فيها البضائع على اختلافها من جميع دول العالم، وإقامة المعارض التجارية المحلية والدولية، ونشاط المسارح والندوات الأدبية والعلمية، ومسابقة شعرية خليجية أو عربية والقصيدة الفائزة بالمركز الأول تعلق على باب البحرين لمدة سنة كاملة حتى الدورة القادمة.

السياحة الناجحة تحتم على مواطني البلد السياحي التحلي بالأمانة في المعاملة، والبشاشة وحسن الخلق، وأن يشعر السائح بأنه في بلدٍ آمن طيلة إقامته.

مملكة البحرين حباها الله تعالى بقيادة حكيمة وشعب مسالم ومضياف، وتتوافر فيها كل عناصر الجذب السياحي خلال الفصول الأربعة من فنادق متعددة النجوم، والمتاحف المتنوعة، التاريخية منها والحديثة، ودور السينما والمنتجعات ذات السواحل البحرية الآمنة، وممارسة الرياضات البحرية على تنوعها، بالإضافة إلى النشاطات الرياضية التي ترعاها وزارة شؤون الشباب والرياضة، وتنفذها الاتحادات الرياضية، وتغذيها الأندية الوطنية بشبابها في ملاعب حديثة، فكل سائح يجد ما يهوى ويفضل مشاهدته، وللحقيقة إن إدارات الفنادق والشقق المفروشة والعاملين فيها مشهود لهم بحسن الضيافة، ويجب ألا يكون الربح هو الهدف الأول، بل سمعة مملكة البحرين، ودماثة أخلاق وسلوك شعبها المضياف هي الهدف الأسمى.

وللحد من توجه المواطن للخارج في إجازته وصرف ما يصرف في الخارج، لا بد من أن تتبنى فنادقنا سعراً مخفضاً للمواطن، تشجيعاً للسياحة الداخلية، هذا أولاً وثانياً ربط الجزر السياحية ببعضها البعض بالتلفريك، فهو آمن وأكثر متعة، مع تنوع حدائق الحيوان البرية والبحرية.