حققت دولة الإمارات العربية المتحدة الكثير من الإنجازات في مختلف المجالات وارتبط اسمها بالسلام والتعايش السلمي والمساعدات الإنسانية وتصدرت مدينة أبوظبي في كونها أكثر المدن أماناً والكثير الكثير من المنجزات التي عبرت من خلال نهجها الثابت واستراتيجيتها الواضحة في احترامها للمواثيق والقوانين الدولية والعلاقات الخارجية التي اتسمت بالاعتدال وحسن الجوار والتعاون والاحترام المتبادل منذ التأسيس الأول لدولة الإمارات للمغفور له سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ومازال نهج دولة الإمارات يتسم بالحكمة والتوازن قائماً على الثقة المتبادلة بينها مع الدول الشقيقة والصديقة.

دولة الإمارات العربية المتحدة يشهد لها حرصها على تهدئة التوترات في المنطقة وبذل المساعي الصادقة لتسوية الصراعات وإيجاد الحلول المثلى لعودة الاستقرار، فدولة الإمارات لها ثقلها في العالم ولها مكانتها وسياستها الخارجية في كسب الثقة، ففي الوقت الذي تراهن الدول الكبرى على الفوضى تسعى دولة الإمارات بالتهدئة فهذه المساعي الصادقة تعتبرها واجباً إنسانياً في بث الطمأنينة للشعوب المتوترة وتعدها جهوداً متواضعة رغم أهميتها وثقلها في حق الدول الشقيقة والصديقة.

أتعبت زيارة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة منذ فترة إلى جمهورية روسيا الاتحادية ولقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعض الدول، وألحقت قلقاً وتكهنات عند بعض الدول في ظل الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا خاصة ما لقيه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من حفاوة وصدق اللقاء من الرئيس الروسي وهذا يؤكد على ما تتمتع به دولة الإمارات من مكانة عالية وعلاقات صادقة، فحنكة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في الزيارة في هذا التوقيت بالذات للتهدئة أظهرت مكانة الإمارات ودورها الإقليمي وعلاقاتها القوية مع المجتمع الدولي في التعاطي في مثل هذه المواقف لتحقيق الاستقرار في الوقت الذي تتغطرس فيه بعض الدول وتكابر لتكون دولة مسؤولة عن مواقفها وقراراتها.

يُشهد للشيخ محمد بن زايد آل نهيان موقفه الإنساني والمبادرة السلمية ليس بلقائه مع الرئيس الروسي فحسب بل مع تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية لكل الشعوب المحتاجة خاصة لأوكرانيا فقد أمر رئيس دولة الإمارات بمساعدة إغاثية إلى المدنيين الأوكرانيين المتضررين في الحرب تقدر بـ100 مليون دولار فالواجب الإنساني في التضامن في هذا الوقت يهدف إلى تحقيق الاستقرار خاصة وأنها بادرت في وقت سابق في تقديم مساعدات للاجئين الأوكرانيين في بولندا ومولدوفا فهذا هو التفاعل الإيجابي في السياسات الخارجية، وسوف يشهد العالم تجديداً وتغييراً في السياسة الخارجية في منطقتنا في مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والاستراتيجية بحيث تتأقلم وتواكب المتغيرات المحيطة ويكون لها الدور الكبير في كثير من السياسات العالمية الهامة، وسوف تنقلب معايير القوة لتشهد المنطقة دورها الرئيس في الأخذ بمسؤولية لكل من يحتاجها.