لكل إنسان في هذه الحياة حلم وطموح ومسير يأمل أن يحقق فيه أجمل الأحلام ويترك من خلاله أروع البصمات المؤثرة في حياة الآخرين. لذا فلابد أن ينتهج معه نهجاً قويماً وأسلوباً فريداً في التعامل مع مواقف الحياة كلها، فهناك الأولويات التي تعطيك السعادة الحقيقية لتكون مؤثراً ومنتجاً في حياتك لا «مُعانداً للكون» وتنشر معها «الطاقة السلبية» المؤثرة على نفسك وعلى الآخرين، وتفقد معها جل علاقاتك. من هنا فإن مساهماتك الحياتية وأثرك وأحلامك وأفكارك وتجاربك يجب ألا تكون حكراً على نفسك أو بيئة بحد ذاتها، بل هي مشاركة حقيقية لأحلام الآخرين وللمجتمع وللوطن، لأنك الأداة التي تبني في كيان الوطن، ولا تلقي بكل همومك ومشاكلك في بحر أصحاب المسؤولية، فأنت من يجب أن تبادر بأفكارك ومساهماتك من أجل الوطن، وإنما يبدأ التغيير من داخل النفس. مؤخراً استطعنا من خلال فريق عمل المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية وبدعم وثقة ومساندة من سعادة د.مصطفى السيد الأمين العام بالمؤسسة، إطلاق مسابقة إنسانية واجتماعية فريدة من نوعها تتيح للمجتمع المساهمة بأفكار ومُبادرات ومُساهمات تساهم في تطوير العمل الإنساني، وتساهم في فتح آفاق جديدة للعمل الخيري الذي تقوم به المؤسسة الملكية. وتأتي هذه المسابقة التي تقام تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب ضمن الرعاية الملكية الكريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، والدعم والمؤازرة المستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الموقر، وتوجيهات سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة لتبني العديد من الأفكار الإبداعية الإنسانية المُلهمة التي تساهم في خدمة المجتمع، كما تأتي امتداداً لدعوة سموه خلال جائحة كورونا للمساهمة في حملة «فينا خير» التي فتحت الأبواب واسعاً للمساهمة الفكرية التي هي أساس تميز الأفكار الناجحة التي تنفذ في المجتمع. ولعل الفكرة الأخيرة التي طرحها سموه ولاقت أصداء كبيرة في المجتمع، تأتي ضمن السياق نفسه، من خلال الاهتمام بتحفيظ القرآن الكريم وتعليم التجويد للصغار، وإعلان سموه بإطلاق مشروعه الخاص في هذا الجانب. تأتي مسابقة «مُبادرات إنسانية» لتتيح المجال أمام جميع فئات المجتمع للمساهمة بتقديم الأفكار المُنتجة التي تخدم العمل الإنساني والاجتماعي داخل مملكة البحرين بصورة خاصة ضمن اهتمام المؤسسة الملكية ومُبادراتها المُتعددة في المجتمع.

نتوقع من خلال هذه المسابقة الجميلة استقطاب ما لا يقل عن 100 مُبادرة جديدة تساهم في استحداث برامج جديدة، وتنفيذ بعض المبادرات الفائزة التي ستقيّم بإشراف لجنة مُختصة، وهي دعوة لمشاركة جميع فئات المجتمع في هذه المسابقة وبخاصة خبراء العمل الخيري والإنساني في الفرق التطوعية والجمعيات الخيرية ذات الباع الطويل في العمل الخيري، للمساهمة بالأفكار الولّادة لعمل الخير، والتي هي تمثل رفعة للوطن ورفع اسمه وقيادته عالياً في محافل الخير. والمسابقة هي «منتدى للأفكار الجميلة» و«مجلس للتشاور لأروع الأفكار»، وفكرتك في نهاية المطاف لاشك بأنها تصنع الأثر الجميل.

ومضة أمل

تذكر أنك أداة إنتاج مُلهمة في المجتمع، ولا تكن عبئاً على الآخرين بانشغالك بتوافه الأمور. مبادراتك هي التي تصنع السعادة، وأسلوبك هو من يحبب الآخرين فيك.