في ظل حالة التناحر والصراع الذي يشهده العالم على خلفيات مختلفة منها السياسية والاقتصادية والدينية وغيرها تحرص مملكة البحرين على مد جسور الحوار والتواصل بين الأديان المختلفة وتبادل الأفكار بين رموز الفكر والثقافة والإعلام في العالم من أجل الوصول إلى صيغة مشتركة للتعايش السلمي، حيث تستضيف المملكة في الثالث من نوفمبر فعاليات ملتقى البحرين للحوار والذي يأتي هذا العام تحت عنوان «حوار الشرق والغرب من أجل التعايش السلمي» برعاية كريمة من لدن سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظّم حفظه الله ورعاه، وبحضور الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وبابا الفاتيكان البابا فرانسيس، وعدد من رموز وقادة الأديان، ولا يغيب عن التنظيم مجلس حكماء المسلمين والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ومركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وبحضور أكثر من 200 شخصية دينية حول العالم من مختلف الأديان، ولاشك أن هناك دلالات كثيرة يحملها توقيت الملتقى،حيث يأتي في الوقت الذي يزداد فيه التطرف والإرهاب حول العالم، وارتفعت فيه معدلات الجريمة، والحروب المتفجرة في عدد من دول العالم والتي تخلف الكثير من الضحايا والدمار البشري والمادي وتخلق حالات إنسانية حرجة تحتاج إلى التعاون الدولي لمعالجتها ومنها آلاف المشردين واللاجئين حول العالم، وانتشار الفقر والعنف، والتلوث والاستخدام السيء للبيئة وغيرها من الظواهر التي تحمل تأثيرات سلبية خطيرة على البشرية بشكل عام، ويصيغ لملتقى حالة التلاقي البشري حول العديد من القيم الإنسانية التي تجتمع عليها الأديان المختلفة والحضارات والثقافات المنتشرة ومن أهم تلك القيم الصدق والكرم والمحبة والرحمة والوفاء والشجاعة، وهناك قيم مشتركة للإنسانية جمعاء ومنها العدالة والمساواة في الأخوة الإنسانية ونبذ الحروب والقتل والعنف والحث على التعاون في مجالات الخير المختلفة والحفاظ على البيئة، وتعزيز هذه القيم المشتركة يضمن حداً معقولاً من التعايش السلمي ويدعم فرض الاستقرار والسلام الدولي انطلاقاً من أسس الوحدة والانتماء الإنساني، كما أن الملتقى يأتي في إطار الجهود الكبيرة التي تقوم بها المملكة تعزيزاً للتعايش السلمي حول العالم، واستكمالاً لما تمخض عنه لقاء الأخوة الإنسانية في أبوظبي عام 2019 بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية والتاريخية من قبل شيخ الأزهر والبابا فرانسيس، وهذه الجهود تؤتي بنتائج إيجابية نحو دعم السلام العالمي والحد من الحروب والصراعات المختلفة.