يبدو أن وزارة الأشغال اليوم أمام مهام كبيرة واستراتيجية ومصيرية. أمام مشاريع ضخمة من شأنها أن تغير خارطة وشوارع ومستقبل الوطن. خاصة مع عودة الحياة لطبيعتها، وانتهاء زمن «كورونا» إن شاء الله دون رجعة.

استطاعت وزارة الأشغال في زمن الجائحة من إتمام بعض المشاريع وتوسعة بعض الشوارع العامة -عبر إدارة الطرق- بشكل مريح جداً، وذلك بسبب عدم استخدام الناس للشوارع إلا في حدودها الدنيا، لكن، ومع ارتفاع هذا الوباء، وعودة الأمور إلى طبيعتها، سيكون العمل -في الشوارع تحديداً- ليس كما كان في أيام الجائحة، بل نحن نجزم أن بعض المشاريع التي أُنجِزت سيصيبها بعض التعديل والتغيير بعد عودة الحياة لطبيعتها، وذلك لانكشاف بعض تلكم العيوب فيها، لأن استخدامنا للشوارع -مثلاً- خلال هذه الأيام، كشف أن بعضها كان يناسب إعداداً أقل بكثير من مستخدمي الطرق، مقارنة بالأعداد التي نشاهدها اليوم. تطوير شارع الجنبية، وتوسعة شارع الفاتح، والعمل على توسعة وتطوير بعض الشوارع الفرعية المهمة، هي التحديات المعنية بكلامنا هذا، بل إننا وجدنا أن بعض المشاريع التي كان من المفترض أن تُقدِم خدمات نوعية، خالفت بعض التوقعات، كالمدخل الذي تم استحداثه مؤخراً لمنطقة سلماباد التعليمية، والشوارع الداخلية المحيطة بالمشروع. كلها كشفت بعض العيوب وليس المزايا هناك.

من المشاريع التي يجب أن تتحرك عليها إدارة الطرق بوزارة الأشغال خلال هذه المرحلة، هو إيجاد الحلول الشاملة لازدحامات تقاطع إشارات سلماباد، وكذلك تقاطع أسفل «كوبري» وزارة العمل، إلى امتداد دوار بوابة مدينة عيسى.

حين تم غلق دوار منطقة سلماباد الصناعية الداخلي للقادمين من جهة المنامة، لم توجِد إدارة الطرق البديل المناسب لهذا الدوار المغلق، ومن هنا يقترح أهالي سلماباد ومدينة زايد بفتح الدوار خلال الفترة المسائية على أقل التقادير، لتخفيف الازدحام على منطقة «كوبري» وزارة العمل.

نعم، هذه الشوارع الحساسة، إضافة للمناطق التعليمية وشوارعها، والتي زارها مؤخراً معالي وزير الأشغال بمعية معالي وزير التربية والتعليم للوقوف على الازدحمات فيها، كذلك شارع البديع وشارع النخيل، وشارع 13 المأساوي بمنطقة سار، وغيرها من شوارع المحرق والرفاع وسترة، كلها تشكل تحديات حقيقية لإدارة الطرق، يجب معالجتها بشكل عاجل جداً، حتى يتفادى الجميع كل الازدحمات الخانقة التي كشفت عنها عودة الطلبة للمدارس. نحن، وقبل أن نطالب وزارة الأشغال ممثلة بإدارة الطرق بالحلول أو بإلقاء اللوم، لا يمكن إلا أن نشكر كل جهودهم الجبارة عبر كل اجتهاداتهم التي في الأساس كانت تصب في صالح البلاد والعباد. إذ من المعيب أن نغفل عن شكرهم أبداً.