التوقيت الشتوي عند كُثُر ممن يطبقون هذا النظام في بلادهم بغض النظر عن المعرفة بتاريخ اعتماد هذا المبدأ وكيف تطور وحصل، ولماذا لا يعتمد في كل الدول على حد سواء، إلا أنه يبقى محافظاً على دلالته ويعتبر من أحد وأهم الطقوس التي تُنذر بدخول فصل الشتاء ببرده وأمطاره وقصر ساعات نهاره.

وأول تعريف بسيط للتوقيت الشتوي وهو تقديم الساعة ببساطة 60 دقيقة، فإن كان الشروق الساعة 5:45 فيصبح 6:45 أي أن الإنسان يكسب ساعة نوم إضافية في الفترة الصباحية على انه يخسر ساعة من النهار حيث إن غروب الشمس يبكّر عن وقته ساعة كاملة.

والعتمة بطبيعة الحال سوف تستدعي استخداماً للطاقة الكهربائية الإضافية، والتي يصاحبها أيضاً استخدام لمواد التدفئة أيام البرد.

ولكن بسبب الظروف الاقتصادية والمتعلقة تحديداً بالعجز الحاصل في المحروقات ومواد الطاقة في معظم الدول الأولية والعربية فقد دفع سوريا على سبيل المثال بدءاً من سنة 2022، إلى إلغاء تطبيق التوقيت الشتوي واعتماد التوقيت الصيفي على مدار العام. طبعاً قرار الإلغاء تسبب في صدمة نفسية في الشارع السوري ولكن ما تمر به البلاد من أزمات يدفع إلى اتخاذ قرارات من شأنها أن تخفف الأعباء التي تتعلق بالطاقة. وهذا يأخذنا بالذاكرة إلى الوراء عندما قررت الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الأوروبية إلى إلغاء مبدأ التوقيت الشتوي وذلك بهدف التقليل من استخدام الوقود للإنارة والتدفئة.

وتتجه الكثير من الدول إلى اعتماد التوقيت الصيفي أي تقديم الساعة 60 دقيقة وذلك نظراً للاختلاف الشديد في طول اليوم الشمسي فيها بين فصل الشتاء والصيف.

مع العلم أن التوقيت الأساسي هو التوقيت الشتوي والتوقيت الصيفي هو التوقيت الدخيل، لذلك فهو يعرّف في اللغة الإنجليزية daylight saving بمعنى حفظ ضوء النهار بفترة أطول.

وبين تقديم وتأخير ومتفق ومعترض فإن ميول الفرد واهتماماته هي الكفيلة بتحيزه واختياراته. وإن كنت مثلي تحب فصل الشتاء سوف تصوت للتوقيت الشتوي لا محالة.

وبقى السؤال الذي يطرح نفسه، من هي الدولة القادمة التي ستتخلى عن التوقيت الشتوي؟!