من جديد يعود تداول خبر حول دراسة أجراها عدد من العلماء فحواها أن فيروس كورونا (كوفيد19) معدلاً وراثياً، وكلما عاد الخبر على السطح من جديد كلما أحسسنا بخيبة أمل من بعض العلماء الذين يتاجرون بعلمهم ويعبثون بالبشرية، وما دام الخبر يتجدد فبالتأكيد «ما في دخان من غير نار»، وما بين الخيبة والأمل خطان متوازيان لا يلتقيان، صنع الإنسان قد يسمو بالبشرية أو يذرها قاعاً صفصفاً وما بين عالم وعالم تتباين الخيبات والآمال وما بين خبر وخبر، لابد من وقفة للتاريخ قد تكون وصمة عار أو كلمة إجلال.

أذكر عندما كنا صغاراً عندما كنا على سجيتنا البريئة التي تسابق الاختراعات والاكتشافات وربما أنت واحد منا عزيزي القارئ من الذين كانوا يدعون بالجنة لمخترع مكيف الهواء، فهو ليس أي مخترع بل هو المنقذ الذي أنقذ دول الخليج بالذات من حرارة الجو الخانقة فطفولتنا كانت تجزم على دخوله الجنة وهو غير مسلم ليس لشئ وإنما لأنه خدم البشرية جمعاء، هكذا كانت نظرتنا للعلماء والمكتشفين والمخترعين، تمنينا ونحن نستذكر بصماتهم الخالدة لرفعة البشرية بأن نحذوا حذوهم تمنينا أن نكون علماء يشهد لنا بالبنان تماماً كمخترع المكيف والمصباح والكهرباء والتلفاز والكثير الكثير وتجاهلنا بأن هناك صناع الأمل وهناك صناع لخيبة الأمل ومثلما هناك عالم يسمو بالبشرية هناك من يحاول أن يدمرها تحت وطأة العلم وما عادت نظرتنا للعلماء ثابتة في وقتنا الحاضر، فالعلماء ما بين الخيبة والأمل والفارق فيروس يصنع كسلاح بيولوجي يدمر من غير ضمير أو لقاح يشفي الأنين والمرض، وما عدنا نميز ماذا يريد علماء هذا العصر، فكل شيء طبيعي ما عاد طبيعياً وكل ما هو جيد أصبح ضاراً، كل شيء حولنا يدور حوله علامة استفهام كبيرة، حتى المحاصيل الزراعية لم تسلم من عبث بعض العلماء للجينات، فالعالم أصبح يخاف من هذا العبث تحت مسمى التطور العلمي، أسلحة نووية وأسلحة بيولوجية ونحن دول العالم الثالث إن صح التعبير مغمورون بين دول تتسلح لدمارنا وطمس هويتنا البشرية، وما عادت الثقة ثابتة كتلك التي سجلت فيها براءتنا وطفولتنا بأن العلماء يدخلون الجنة فهل حقاً سيدخلونها؟