زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين بالفعل زيارة تاريخية استثنائية تلبية لدعوة سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه لزيارة مملكة البحرين، فالمملكة ليست أي دولة وإنما هي بلد الحضارات بلد السلام بلد التسامح والتعايش السلمي، وقد نقل المواطنون والمقيمون من مختلف الأديان حقيقة التعايش السلمي في المملكة وما تنعم به من استقرار فرضته على كل من يعيش عليها الحب والتقدير والألفة، الزيارة الكريمة كان لها الأثر الطيب منذ تلبية الدعوة الملكية السامية إلى آخر نقطة يكتبها التاريخ ليشهد على أكبر تجمع ديني تعبيراً عن الحريات التي تمارس في بلد السلام والحقوق التي يتمتع كل من يعيش أو يمر على أرضها.

عندما تتكلم المنطقة عن العراقة والتاريخ الأصيل فهي بالتأكيد تعني أرض الخلود أرض دلمون عن مملكة البحرين وسوف أعرج على مكتسبات الوطن التي وضعت بصمة واضحة في هذه الزيارة الميمونة شجرة الحياة وأقدم كنيسة في منطقة الخليج والناقلة الوطنية طيران الخليج، فخطاب بابا الفاتيكان ما كان يخلو عن ذكر شجرة الحياة في مرات عديدة هذه الشجرة الخالدة في أرض صحراوية ذكرها البابا الفاتيكان لتعبر عن الإنسان البحريني الممتدة جذوره لآلاف السنين على هذه الأرض، شجرة الحياة التي حيرت العلماء وأدهشت كل من يقف بجنبها هي سر حياة البحريني الشامخ الصامد أمام متغيرات الحياة كالشجرة التي تستمد قوتها من هذه الأرض الطيبة، لم يذكرها عبثاً وليست صامدة عبثاً وإنما هي دلالة عن عظمة أرض الحضارات التي شهدت وتشهد كل ما هو عظيم كزيارة البابا الفاتيكان والإمام الأكبر للمملكة.

أما عن زيارة البابا الفاتيكان لأقدم كنيسة كاثوليكية في المنطقة فهي بالتأكيد من نصيب كنيسة القلب المقدس التي بنيت عام 1939 التي تدل على أن المملكة بالفعل بلد التعايش السلمي وبلد تمارس الحرية المطلقة في اعتناق الأديان وأكثر الدول ترحيباً لغير المسلمين التقى الحبر الأعظم أيضاً بالمسحيين في البحرين ودول المنطقة في تجمع كبير ما يقارب 28 ألف شخص في إستاد البحرين الوطني أدى قداسته القداس الإلهي، بالفعل لقاء تاريخي جمع المسيحيين بقداسة البابا والذي يعد حلماً للكثيرين حققه لهم صاحب العظمة عاهل البلاد حفظه الله فجلالته رمز عظيم للحوار والتعايش السلمي.

أما بالنسبة إلى الناقلة الوطنية طيران الخليج فهي بحد ذاتها تاريخ عظيم فهي أقدم شركات الطيران في الشرق الأوسط شركة عريقة شاركت في الحدث التاريخي للزيارة ونقلت قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان والوفد المرافق إلى العاصمة الإيطالية روما بقيادة الكابتن وليد العلوي الرئيس التنفيذي لطيران الخليج ليكون أول طيار بحريني يحظى بهذا الشرف واللقاء التاريخي على أرض البحرين في لقاء السلام، أيام قليلة جمعتنا مع رموز يؤمنون بالسلام وحرية اعتناق الأديان لتسطر المملكة تاريخاً عظيماً لزيارة ميمونة كان لها الأثر الطيب في نفوس الكثيرين على أرضنا ومن حولنا.