خلال الأيام الماضية كانت أنظار العالم بأجمعه متجهة نحو مملكة البحرين مع زيارة الحبر الأعظم البابا فرنسيس الثاني وبابا الفاتيكان، والإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وهما من أكبر المراجع الروحية لدى المسلمين والمسيحيين على حد سواء.

ما حصل في 3 نوفمبر 2022 بهذه الزيارة التاريخية للحبر الأعظم والتي استمرت مدة 4 أيام أخذني بالذاكرة إلى تاريخ 4-4-2004 عندما كان العالم متسمراً أمام الشاشات وذلك لانطلاق سباق الفورمولا 1 في مملكة البحرين لتكون أول بلد عربي في الشرق الأوسط ولتكون بعدها الحلبة «موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط».

وخلال زيارة البابا فرنسيس الثاني على مدى أربعة أيام، استلمت مجموعة رسائل من الأهل والأصدقاء من مختلف الدول، تشيد بزيارة البابا من جهة وعلى هذا التنظيم الرائع الذي يشهد له القاصي والداني من جهة أخرى إضافة إلى انتباه الأغلبية منهم على أمور نحن نعتبرها عادية لأنها جزء لا يتجزأ من ثقافتنا الداخلية: «بأن البحرين هي بلد التسامح وتعدد الأديان، وهذا ما كان يجهله البعض أما لتسويق زائف من المغرضين بحق البحرين أو لسبب عدم معرفتهم بهذا الموضوع».

مما اضطرني أن أذكر للبعض، أن مملكة البحرين هذه الجزيرة الصغيرة لا تمتلك فقط المساجد والمآذن وإنما أيضاً الكنائس والمعابد وأنها بلد التعايش السلمي على أعلى درجة، وبلد حفظ الحريات وبلد الجميع دون استثناء، وهذا ما يؤكد عليه حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه على الدوام، ويقوم بتجسيده على أرض الواقع.

المتابع لتلفزيون البحرين وقت أداء صلاة الجمعة وكيف ضم مسجد الصخير تحت قبته كافة رجال الدين المسلمين وفي مقدمتهم إمام الأزهر الشريف الشيخ أحمد الطيب. ثم نقل القداس من إستاد البحرين الوطني بحضور ما يزيد عن 30 ألف مصلٍ. وختام الجولة كانت كنيسة القلب المقدس وهي أقدم كنيسة في منطقة الخليج العربي كل هذه الأحداث تثبت لنا وبالخط العريض أن مملكة البحرين بلد الحوار وبلد التسامح وبلد التعايش وبلد الجميع دون تفريق، بل أن حكامها من آل خليفة الكرام رسخوا الوحدة بين بني البشر والمواساة بينهم منذ القدم.

وختاماً تحية تقدير وامتنان لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث الهام كل من موقعه، وتحية خاصة لرجال الأمن الذين سهروا على الإجراءات الأمنية والمرورية لهذه الزيارة.