في كل مرة أكتب فيها عن «العافية» أستذكر نعمة الله عز وجل علينا في كل صباح ومساء أن ألهمنا صوراً كثيرة من «العافية» ما زلنا نغفل عن قيمتها، ولا نعرف أثرها إلا إذا فقدنا إحدى صورها. مهما كتبنا عنها فستظل صورتها هي الصورة الباقية في مخيلتنا في كل لحظات الحياة. ودائماً أستذكر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس: «سل الله العافية في الدنيا والآخرة». ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي». وقام أبوبكر الصديق على المنبر ثم بكى فقال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ثم بكى فقال: «سلوا الله العفو والعافية فإن أحداً لم يُعطَ بعد اليقين خيراً من العافية». بدون أستار العافية لا نستطيع أن نقوى على الحياة، ولا نجد في مسير «العطاء» كما نأمل. اللهم ارزقنا العافية واصرف عنا كل سوء وبلاء وسقم.

- يحق لنا أن نفخر في بعض محطات حياتنا، وبخاصة تلك المرتبطة بصناعة الأثر، فهي محطات تجعلنا أكثر قرباً من بعض المؤثرين والقامات الشامخة في الوطن التي بنت كيان الخير وما زالت، وحملت على عاتقها مهمة التغيير والتنمية الوطنية المُخلصة. هذا ما يجعلنا نسير بخطوات أكثر ثباتاً نحو تحقيق الغايات المنشودة، والارتقاء بتلك الأفكار البسيطة التي آن أوان قطف ثمارها وتحويلها إلى أفكار أكثر إلهاماً وتأثيراً على جميع مناحي الحياة. آن الأوان لتغيير «الفكر» والبعد عن مُهدرات الأوقات، والثقة بالقدرات التي ستولد بلا شك دافعاً أكبر للظفر بنتائج نوعية من أجل «خدمة الوطن». شكراً من الأعماق لمواقف الحياة التي ما زالت تعلمنا، وقرّبتنا لتلك القامات الخبراتية.

- في بعض الأحيان تراودك الظنون بأن تلك الفكرة التي جاهدت من أجل أن تبرز على أرض الواقع، قد باتت تسير في نفق مظلم بدون أن تجد التصفيق الحار المرجو من قادتها، وبدون أن يكون لها المساندة الفعلية لكي تنجح وتصل إلى تحقيق الهدف المرجو منها. ولكنك في نهاية المطاف تجد نفسك أنك تنهض بقوّة من جديد، وتواصل في إنجاح فكرتك بدون أن تتأثر بأي من الضغوطات أو «الترهات السلبية القاتلة»، فقد وجدت حينها فكرتك قد قطعت شوطاً كبيراً نحو تحقيق نجاحاتها الباهرة، لأنك باختصار صاحب مبدأ وثقة بأفكارك وبقدراتك، وصادق في توجهك، وإخلاصك في المسير، فالنجاح حينها حليفك بإذن الله تعالى وبتوفيق منه وتيسير.

- كل من وقف بقربك في يوم ما، واخترت رفقته في دروب الحياة، وكان معك نعم السند والصاحب الصدوق، ونعم المعين في تجارب العطاء ومشروعات الأثر الجميل. كان حينها «الصورة الجميلة» التي كنت ترسمها على أروقة حياتك. ولكن مع الأسف الشديد تعثر ولم يصمد واكتشفت فيما بعد أنها كانت مجرد شخابيط و «مزاج وقتي» ومساحات عابثة مفرغة من مشاعر المودة الصادقة. هم أولئك الذين يتكررون في كل زمان ومكان فلا يستذكرون بحب تلك المواقف المؤثرة التي كانت بالنسبة لهم «التغيير» الذي جعلهم يتقدمون بخطوات أكثر للتميز. هم من انسحبوا برغبتهم من مكانتهم البارزة في الصورة الجدارية الجميلة المرسومة «بحب الأثر الجميل»، والتي ما زالت صادمة في حياة الجادين المخلصين.

ومضة أمل

ستنتهي الجولة الثانية من انتخابات الوطن، وستبدأ رحلة جديدة لأربع سنوات قادمة، سيثبت فيها من وصل إلى مقاعد الفوز أنه وصل إليها بكفاءة واقتدار، من أجل خدمة الوطن وصنع الأثر، شعاره قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته».